وإنما حملهم على هذا أنهم كرهوا أن يرفعوا ألسنتهم عن المفتوح إلى المكسور والمفتوح أخف عليهم فكرهوا أن ينتقلوا من الأخف إلى الأثقل ، وكرهوا فى فى عصر الكسرة بعد الضمة كما يكرهون الواو مع الياء فى مواضع ، ومع هذا إنه بناء ليس من كلامهم إلا فى هذا الموضع من الفعل ، فكرهوا أن يحولوا ألسنتهم إلى الاستثقال ، انتهى كلامه
وقال الاعلم فى شرح شواهده : الشاهد فى تسكين الثانى من عصر طلبا للاستخفاف ، وهى لغة فاشية فى تغلب بن وائل ، وأبو النجم من عجل ، وهم من بكر بن وائل ، واستعمل لغتهم ، ووصف شعرا يتعهّد بالبان والمسك ويكثر فيه منهما حتى لو عصرا منه لسالا ، انتهى
وبهذا يعلم أن فى نسبة هذه التفريعات إلى تميم فقط تقصيرا من الشارح المحقق ، رحمهالله
وقوله «إن أبا النجم تميمى» لا أصل له ، فانه من بكر بن وائل ؛ فان أبا النجم شاعر إسلامى ، واسمه الفصل بن قدامة بن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن عبدة بن الياس بن العوف بن ربيعة بن عجل بن لجيم بن صعب بن على بن بكر ابن وائل ، وقد ترجمناه فى الشاهد السابع من شواهد شرح الكافية ، وهذا البيت من رجز له يصف فيه امرأة بكثرة الطيب ، وقبله :
كأنّما فى نشرها إذا نشر |
|
فغمة روضات تردّين الزّهر |
هيّجها نضح من الطّلّ سحر |
|
وعزّت الرّيح النّدى حتّى قطر |
لو عصر منها البان والمسك انعصر |
النشر : الرائحة الطيبة ، و «نشر» بمعنى انتشر ، والفغمة بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة بعدها ميم : الرائحة التى تملأ الأنوف ، ولا تكون إلا من الطيب ، يقال منه : فغمتنى رائحة الطيب ، إذا سدت خياشيمك ، شبه رائحة المرأة الطيبة برائحة