وقد جوزوا فى «لا سيّما زيد» إذا رفع زيد : أن تكون «ما» موصولة ، وزيد : خبرا لمبتدأ محذوف ، والتقدير «لاسىّ الذى هو زيد» فحذف العائد الذى هو المبتدأ ـ وهو قولك هو ـ وجوبا ؛ فهذا موضع حذف فيه صدر الصلة مع غير «أى» وجوبا ولم تطل الصلة ، وهو مقيس وليس بشاذ (١).
__________________
لا تنو إلّا الّذى خير ؛ فما شقيت |
|
إلّا نفوس الألى للشّرّ ناوونا |
قالوا : التقدير لا تنو إلا الذى هو خير ، ومن ذلك قول الآخر :
من يعن بالحمد لم ينطق بما سفه |
|
ولا يحد عن سبيل المجد والكرم |
قالوا : تقدير هذا البيت : من يعن بالحمد لم ينطق بالذى هو سفه ، ومن ذلك قول عدى بن زيد العبادى :
لم أر مثل الفتيان فى غبن |
|
الأيّام يدرون ما عواقبها |
قالوا : ما موصولة ، والتقدير : يدرون الذى هو عواقبها.
وبعض هذه الشواهد يحتمل وجوها من الإعراب غير الذى ذكروه ، فمن ذلك أن «ما» فى الآية الثانية يجوز أن تكون زائدة ، وبعوضة خبر مبتدأ محذوف ، ومن ذلك أن «ما» فى بيت عدى بن زيد يحتمل أن تكون استفهامية مبتدأ ، وما بعدها خبر ، والجملة فى محل نصب مفعول به ليدرون ، وقد علق عنها لأنها مصدرة بالاستفهام ، والكلام يطول إذا نحن تعرضنا لكل واحد من هذه الشواهد ، فلنجتزىء لك بالإشارة.
(١) الاسم الواقع بعد «لا سيما» إما معرفة ، كأن يقال لك : أكرم العلماء لا سيما الصالح منهم ، وإما نكرة ، كما فى قول امرىء القيس :
ألا ربّ يوم صالح لك منهما |
|
ولا سيّما يوم بدارة جلجل |
فإن كان الاسم الواقع بعد «لا سيما» نكرة جاز فيه ثلاثة أوجه : الجر ، وهو أعلاها ، والرفع وهو أقل من الجر ، والنصب ، وهو أقل الأوجه الثلاثة.
فأما الجر فتخريجه على وجهين ؛ أحدهما : أن تكون «لا» نافية للجنس و «سى» اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ، و «ما» زائدة ، وسى مضاف ، و «يوم» مضاف