ذكر المصنف فى هذين البيتين أن الألف واللام تأتى زائدة ، وهى ـ فى زيادتها ـ على قسمين : لازمة ، وغير لازمة.
ثم مثّل الزائدة اللازمة بـ «اللات» (١) وهو اسم صنم كان بمكة ، وب «الآن» وهو ظرف زمان مبنى على الفتح (٢) ، واختلف فى الألف واللام الداخلة عليه ؛
__________________
محذوف ، وهى ومجرورها يتعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، أى : وذلك كائن كقولك إلخ ، وبنات مضاف و «الأوبر» مضاف إليه «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ من مادة القول محذوف أيضا «طبت» فعل وفاعل «النفس» تمييز «يا» حرف نداء «قيس» منادى مبنى على الضم فى محل نصب «السرى» نعت له ، وتقدير الكلام : وقولك : «طبت النفس يا قيس» كذلك.
(١) مثل اللات كل علم قارنت «أل» وضعه لمعناه العلمى ، سواء أكان مرتجلا أم كان منقولا ؛ فمثال المرتجل من الأعلام التى فيها «أل» وقد قارنت وضعه : السموأل ، وهو اسم شاعر جاهلى مشهور يضرب به المثل فى الوفاء ، ومثال المنقول من الأعلام التى فيها «أل» وقد قارنت وضعه للعلمية أيضا : العزى ، وهو فى الأصل مؤنث الأعز وصف من العزة ، ثم سمى به صنم أو شجرة كانت غطفان تعبدها ، ومنه اللات ؛ وهو فى الأصل اسم فاعل من لت السويق يلته ؛ ثم سمى به صنم ؛ وأصله بتشديد التاء ؛ فلما سمى به خففت تاؤه ؛ لأن الأعلام كثيرا ما يغير فيها ، ومنه «اليسع» فإن أصله فعل مضارع ماضيه وسع ثم سمى به.
(٢) أكثر النحاة على أن «الآن» مبنى على الفتح ؛ ثم اختلفوا فى سبب بنائه؟ فذهب قوم إلى أن علة بنائه تضمنه معنى «أل» الحضورية ؛ وهذا الرأى هو الذى نقله الشارح عن المصنف وجماعة ؛ وهؤلاء يقولون : إن «أل» الموجودة فيه زائدة ؛ وبناؤه لتضمنه معنى «أل» أخرى غير موجودة ؛ ونظير ذلك بناء «الأمس» فى قول نصيب بن رباح :
وإنّى وقفت اليوم والأمس قبله |
|
ببابك حتّى كادت الشّمس تغرب |
فإنهم جعلوا بناءه فى هذا وما أشبهه لتضمنه معنى «أل» غير الموجودة فيه ، وهذا