إنّ ، وأنّ ، وكأنّ ، ولكنّ ، وليت ، ولعلّ ، وعدّها سيبويه خمسة ؛ فأسقط «أنّ» المفتوحة لأن أصلها «إن» المكسورة ، كما سيأتى.
ومعنى «إنّ ، وأنّ» التوكيد ، ومعنى «كأنّ» التشبيه ، و «لكنّ» للاستدراك ، و «ليت» للتّمنّى ، و «لعلّ» للترجّى والإشفاق ، والفرق بين الترجّى والتمنى أن التمنى يكون فى الممكن ، نحو : «ليت زيدا قائم» وفى غير الممكن ، نحو : «ليت الشّباب يعود يوما» (١) ، وأن الترجّى لا يكون إلا فى الممكن ؛ فلا تقول : «لعلّ الشّباب يعود» والفرق بين الترجّى والإشفاق أن الترجّى يكون فى المحبوب ، نحو : «لعل الله يرحمنا» والإشفاق فى المكروه نحو : «لعل العدو يقدم».
وهذه الحروف تعمل عكس عمل «كان» فتنصب الاسم ، وترفع الخبر (٢)
__________________
ولى نفس أقول لها إذا ما |
|
تنازعنى : لعلّى أو عسانى |
ولهذا تجد ابن هشام عد هذه الحروف سبعة : الستة التى عدها الناظم والشارح ، والسابع عسى ، عند سيبويه وجماعة من النحاة ، فاعرف ذلك.
(١) قد وردت هذه الجملة فى بيت لأبى العتاهية ، وهو قوله :
ألا ليت الشّباب يعود يوما |
|
فأخبره بما فعل المشيب |
(٢) ههنا أمران يجب أن تتنبه لهما :
الأول : أن هذه الحروف لا تدخل على جملة يجب فيها حذف المبتدأ ، كما لا تدخل على مبتدأ لا يخرج عن الابتدائية ، مثل «ما» التعجبية ، كما لا تدخل على مبتدأ يجب له التصدير ـ أى الوقوع فى صدر الجملة ـ كاسم الاستفهام ، ويستثنى من هذا الأخير ضمير الشأن ؛ فإنه مما يجب تصديره ، وقد دخلت عليه إن فى قول الأخطل التغلبى :
إنّ من يدخل الكنيسة يوما |
|
يلق فيها جآذرا وظباء |
فإن : حرف توكيد ونصب ، واسمها ضمير شأن محذوف ، ومن : اسم شرط مبتدأ وخبره جملة الشرط وجوابه أو إحداهما ، وجملة المبتدأ وخبره فى محل رفع خبر إن ، ولا يجوز أن تجعل اسم الشرط اسما لإن ؛ لكونه مما يجب له التصدير ، وقد حمل على