وقوله تعالى : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) فى قراءة من رفع (يُتِمَّ) فى قول ، والقول الثانى : أن «أن» ليست مخففة من الثقيلة ، بل هى الناصبة للفعل المضارع ، وارتفع (يتمّ) بعده شذوذا (١).
* * *
وخفّفت كأنّ أيضا فنوى |
|
منصوبها ، وثابتا أيضا روى (٢) |
__________________
مخففة من الثقيلة ، ويزعمان أنها هى المصدرية التى تنصب المضارع ، وأنها لم تنصبه فى هذا البيت كما لم تنصبه فى قول الشاعر :
أن تقرآن على أسماء ويحكما |
|
منّى السّلام ، وأن لا تشعرا أحدا |
وكما لم تنصبه فى قوله تعالى : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) فى قراءة من قرأ برفع «يتم» وكما لم تنصبه فى حديث البخارى عن عائشة رضى الله تعالى عنها (٦ / ١٢٠ الطبعة السلطانية) قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لها «وما منعك أن تأذنين له؟ عمك» ، إلا أنه قد يقال : إنه لا يجوز على مذهبهما أيضا أن تكون «أن» فى البيت الشاهد مصدرية مهملة ، من قبل أن الشاعر قد قال بعد ذلك «قبل أن يسألوا» فنصب الفعل بحذف النون ؛ فدل ذلك على أن لغة هذا القائل النصب بأن المصدرية ، فيكون هذا قرينة على أن «أن» الأولى مخففة من الثقيلة ؛ فإن من البعيد أن يجمع الشاعر بين لغتين فى بيت واحد.
(١) قد ذكر العلماء أن هذه لغة لجماعة من العرب ؛ يهملون «أن» المصدرية كما أن عامة العرب يهملون «ما» المصدرية فلا ينصبون بها ، وأنشدوا على ذلك شواهد كثيرة ، وتحقيق هذا الموضوع على الوجه الأكمل مما لا تتسع له هذه العجالة ، ولكنا قد ذكرنا لك فى شرح الشاهد السابق بعض شواهد من القرآن الكريم ومن الحديث الصحيح ومن الشعر.
(٢) «وخففت» الواو عاطفة ، خفف : فعل ماض مبنى للمجهول ، والتاء تاء التأنيث «كأن» قصد لفظه : نائب فاعل لخفف «أيضا» مفعول مطلق لفعل محذوف «فنوى» الفاء عاطفة ، نوى : فعل ماض مبنى للمجهول «منصوبها» منصوب : نائب فاعل نوى ، ومنصوب مضاف والضمير مضاف إليه «وثابتا» الواو عاطفة ، وثابتا : حال مقدم