والثانى : الرفع ، نحو «لا رجل ولا امرأة ، ولا غلام رجل ولا امرأة (١)».
ولا يجوز النصب للثانى ؛ لأنه إنما جاز بها تقدّم للعطف على [محل] اسم «لا» و «لا» هنا ليست بناصبة ؛ فيسقط النّصب ، ولهذا قال المصنف : «وإن رفعت أوّلا لا تنصبا».
* * *
ومفردا نعتا لمبنىّ يلى |
|
فافتح ، أو انصبن ، أو ارفع ، تعدل (٢) |
__________________
المذكور بعد ، وخبر الثانية محذوف يدل عليه خبر الأولى ، وتكون الواو قد عطفت جملة لا الثانية العاملة عمل إن على جملة لا الأولى العاملة عملى ليس ، ولكن الوجه الثانى من وجهى الخبر ضعيف ؛ لما يلزم عليه من العطف قبل استكمال المعطوف عليه.
الشاهد فيه : قوله «فلا لغو ولا تأثيم» حيث ألغى لا الأولى ، أو أعملها عمل ليس ؛ فرفع الاسم بعدها ، وأعمل «لا» الثانية عمل «إن» على ما بيناه فى إعراب البيت.
ومثل هذا الشاهد قول عامر بن جوين الطائى ، وهو الشاهد رقم ١٤٦ الآتى فى باب الفاعل :
فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها |
الرواية فيه برفع «مزنة» بالضمة الظاهرة وبفتح «أرض» والقول فيهما كالقول فى «لا لغو ولا تأثيم».
(١) من شواهد هذا الوجه قول الله تعالى : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ) يرفع الثلاثة فى قراءة غير أبى عمرو وابن كثير ، وقول عبيد بن حصين الراعى :
وما هجرتك حتّى قلت معلنة : |
|
لا ناقة لى فى هذا ولا جمل |
وقد نسج عليه أبو الطيب المتنبى فى قوله :
بم التّعلّل لا أهل ولا وطن |
|
ولا نديم ولا كأس ولا سكن؟ |
(٢) «ومفردا نعتا» يجوز أن يكون مفردا مفعولا مقدما تنازعه العوامل الثلاثة