وقوله :
(١٤٤) ـ
رأين الغوانى الشّيب لاح بعارضى |
|
فأعرضن عنّى بالخدود النّواضر |
__________________
وهو قوله «غر السحائب» فى الأول ، و «رايات الصباح» فى الثانى ، وكذلك قول عمرو بن ملقط :
ألفيتا عيناك عند القفا |
|
أولى فأولى لك ذا واقيه |
فقد وصل ألف الاثنين بالفعل فى قوله «ألفيتا» مع كونه مسندا إلى المثنى الذى هو قوله «عيناك» وكذلك قول عروة بن الورد :
وأحقرهم وأهونهم عليه |
|
وإن كانا له نسب وخير |
فقد ألحق ألف الاثنين بالفعل فى قوله «كانا» مع كونه مسندا إلى اثنين قد عطف أحدهما على الآخر ، وذلك قوله «نسب وخير» ومثله قول الآخر :
نسيا حاتم وأوس لدن فا |
|
ضت عطاياك يا ابن عبد العزيز |
ومحل الاستشهاد فى قوله «نسيا حاتم وأوس» وهذا ـ مع ما أنشدناه من بيت عمرو بن ملقط ـ يدل على أن شأن نائب الفاعل فى هذه المسألة كشأن الفاعل ، وسيأتى لهذه المسألة شواهد أخرى فى شرح الشاهد ١٤٤ الآتى.
١٤٤ ـ البيت لأبى عبد الرحمن محمد بن عبد الله العتبى ، من ولد عتبة بن أبى سفيان.
اللغة : «الغوانى» جمع غانية ، وهى هنا التى استغنت بجمالها عن الزينة «لاح» ظهر «النواضر» الجميلة ، مأخوذ من النضرة ، وهى الحسن والرواء ، والنواضر : جمع ناضر.
الإعراب : «رأين» رأى : فعل ماض ، وهى هنا بصرية ، والنون حرف دال على جماعة الإناث «الغوانى» فاعل رأى «الشيب» مفعول به لرأى «لاح» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الشيب «بعارضى» الباء حرف جر ، وعارض : مجرور بالباء ، والجار والمجرور متعلق بلاح ، وعارض مضاف ،