فـ «مبعد وحميم» مرفوعان بقوله «أسلماه» والألف فى «أسلماه» حرف يدلّ على كون الفاعل اثنين ، وكذلك «أهلى» مرفوع بقوله «يلوموننى» والواو حرف يدلّ على الجمع ، و «الغوانى» مرفوع بـ «رأين» والنون حرف يدلّ على جمع المؤنث ، وإلى هذه اللغة أشار المصنف بقوله : «وقد يقال سعدا وسعدوا ـ إلى آخر البيت».
ومعناه أنه قد يؤتى فى الفعل المسند إلى الظاهر بعلامة تدلّ على التثنية ، أو الجمع ؛ فأشعر قوله «وقد يقال» بأن ذلك قليل ، والأمر كذلك.
وإنما قال : «والفعل للظاهر بعد مسند» لينبه على أن مثل هذا التركيب
__________________
وياء المتكلم مضاف إليه «فأعرضن» فعل وفاعل «عنى ، بالخدود» جاران ومجروران متعلقان بأعرض «النواضر» صفة للخدود.
الشاهد فيه : قوله «رأين الغوانى» فإن الشاعر قد وصل الفعل بنون النسوة فى قوله «رأين» مع ذكر الفاعل الظاهر بعده ، وهو قوله «الغوانى» كما أوضحناه فى الإعراب ، ومثله قول الآخر :
فأدركنه خالاته فخذلنه |
|
ألا إنّ عرق السّوء لا بدّ مدرك |
ومن شواهد المسألة الشاهد رقم ٩٩ الذى سبق فى باب إن وأخواتها وقول الشاعر :
نصروك قومى ؛ فاعتززت بنصرهم |
|
ولو أنّهم خذلوك كنت ذليلا |
فقد ألحق علامة جمع الذكور ـ وهى الواو ـ بالفعل فى قوله «نصروك» مع أن هذا الفعل مسند إلى فاعل ظاهر بعده ، وهو قوله «قومى».
وقد ورد فى الحديث كثير على هذه اللغة ؛ فمن ذلك ما جاء فى حديث وائل بن حجر «ووقعتا ركبتاه قبل أن تقعا كفاه» وقوله «يخرجن العواتق وذوات الخدود» وقوله «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» وسنتكلم على هذا الحديث الأخير بعد هذا كلاما خاصا (انظر الهامشة ١ فى ص ٤٧٣) ؛ لأن ابن مالك يسمى هذه اللغة «لغة يتعاقبون فيكم ملائكة».