..................................................................................
__________________
*ولو توالت زمر الأعداء*
اللغة : «أقعد» أراد لا أنكل ولا أتوانى عن اقتحام المعارك ، وتقول : قعد فلان عن الحرب ، إذا تأخر عنها ولم يباشرها «الجبن» بضم فسكون ـ هو الهيبة والفزع وضعف القلب والخوف من العاقبة «الهيجاء» الحرب ، وهى تقصر وتمد ، فمن قصرها قول لبيد :
*يا ربّ هيجا هى خير من دعه*
ومن مدها قول الآخر :
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا |
|
فحسبك والضّحاك سيف مهنّد |
«توالت» تتابعت وتكاثرت وأتى بعضها تلو بعض وتبعه «زمر» جمع زمرة ، وهى الجماعة «الأعداء» جمع عدو.
الإعراب : «لا» نافية «أقعد» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الجبن» مفعول لأجله «عن الهيجاء» جار ومجرور متعلق بقوله أقعد «ولو» الواو عاطفة ، والمعطوف عليه محذوف ، والتقدير : لو لم تتوال زمر الأعداء ، ولو توالت زمر الأعداء ، لو : حرف شرط غير جازم «توالت» نوالى : فعل ماض ، والتاء حرف دال على تأنيث الفاعل «زمر» فاعل توالت ، وزمر مضاف ، و «الأعداء» مضاف إليه ، مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه : قوله «الجبن» حيث وقع مفعولا لأجله ، ونصبه مع كونه محلى بأل
وقد اختلف النحاة فى جواز مجىء المفعول لأجله معرفا ؛ فذهب سيبويه ـ وتبعه الزمخشرى ـ إلى جواز ذلك ، مستدلين على هذا بمجيئه عن العرب فى نحو بيت الشاهد الذى نحن بصدد شرحه والبيتين (رقم ١٦٤ و ١٦٥) وقول شاعر الحماسة :
كريم يغضّ الطّرف فضل حيائه |
|
ويدنو وأطراف الرّماح دوانى |
فقوله «فضل حيائه» مفعول لأجله ، وهو معرف بالإضافة ؛ إذ هو مضاف إلى مضاف إلى الضمير.
وذهب الجرمى إلى أن المفعول لأجله يجب أن يكون نكرة ؛ لأنه ـ فيما زعم