وقد ينوب عن مكان مصدر |
|
وذاك فى ظرف الزّمان يكثر (١) |
ينوب المصدر عن ظرف المكان قليلا ، كقولك «جلست قرب زيد» أى : مكان قرب زيد ، فحذف المضاف وهو «مكان» وأقيم المضاف إليه مقامه ، فأعرب بإعرابه ، وهو النّصب على الظرفية ، ولا ينقاس ذلك ؛ فلا تقول «آتيك جلوس زيد» تريد مكان جلوسه.
ويكثر إقامة المصدر مقام ظرف الزمان ، نحو «آتيك طلوع الشمس ، وقدوم الحاجّ ، وخروج زيد» والأصل : وقت طلوع الشمس ، ووقت قدوم الحاج ، ووقت خروج زيد ؛ فحذف المضاف ، وأعرب المضاف إليه بإعرابه وهو مقيس فى كل مصدر (٢).
__________________
الزمان وقالوا : «إلى أين» و «إلى متى» فأدخلوا «إلى» الجارة على ظرف الزمان والمكان ، وهذا شاذ من جهة القياس ، ومعنى هذا أنه يصح لنا إدخال «حتى» الجارة على لفظ «متى» من بين أسماء الزمان ، وإدخال «إلى» الجارة على لفظ «متى» ولفظ «أين» من بين جميع الظروف ، اتباعا لهم ، ولا يجوز القياس على شىء من ذلك.
(١) «وقد» حرف تقليل «ينوب» فعل مضارع «عن مكان» جار ومجرور متعلق بينوب «مصدر» فاعل ينوب «وذاك» الواو للاستئناف ، واسم الإشارة مبتدأ ، والكاف حرف خطاب «فى ظرف» جار ومجرور متعلق بيكثر الآتى ، وظرف مضاف ، و «الزمان» مضاف إليه «يكثر» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذاك ، الجملة من يكثر وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.
(٢) ذكر الشارح ـ تبعا للناظم ـ واحدا مما ينوب عن الظرف ، وهو المصدر ، بين أن نيابة المصدر عن ظرف الزمان مقيسة ـ بحيث يجوز لك أن تنيب ما شئت من المصادر عن ظرف الزمان ـ وأن نيابته عن ظرف المكان سماعية يجب ألا تستعمل منه إلا ورد عن العرب ، وقد بقى عليه أشياء تنوب عن الظرف زمانيا أو مكانيا :