وكذا استعمال المثنى بلا نون قليل ـ أيضا ـ ومنه قول الشاعر ؛ وهو الأخطل (١) : [من الكامل]
أبنى كليب إنّ عمّى اللّذا |
|
قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا (٢) |
وأنشد الفراء فى حذف نون «اللّتين» : [من الرجز]
هما اللّتا لو ولدت تميم |
|
لقيل : فخر لهم صميم (٣) |
(ص)
وصف (الّذى) معرّفا أو مثله |
|
قد يغنى عن وصلكه بجمله |
حتّى إذا كانا هما اللّذين |
|
مثل الجديلين المحملجين |
وقد يجىء مصدريّا مثل ما |
|
يونس والفرّا بهذا حكما |
(ش) أجاز الفراء فى قوله ـ تعالى ـ : (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) [الأنعام : ١٥٤] أن تكون «الّذى» موصوفة بـ «أحسن» جاعلا «أحسن» أفعل تفضيل.
قال : لأن العرب تقول : «مررت بالّذى خير منك».
ولا تقول : «مررت بالّذى قائم».
لأن «خيرا منك» كالمعرفة إذ لم تدخل فيه الألف واللام.
__________________
(١) هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارفة بن عمرو ، أبو مالك ، الشاعر ، الشهير بالأخطل ، شاعر مشهور فى عهد بنى أمية ، وأكثر من مدحهم ، يعد أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم مع جرير والفرزدق ، وله معهما محاورات ، وهجاء كثير ، مشهور فى كتب الشعر والأدب. له ديوان شعر. مات سنة تسعين.
ينظر : الأغانى (٨ / ٢٨٠) ، الشعر والشعراء (١٨٩) ، الأعلام (٥ / ١٢٣).
(٢) البيت فى ديوانه ص ٣٨٧ ، والأزهية ص ٢٩٦ ، والاشتقاق ص ٣٣٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ١٨٥ ، ٦ / ٦ ، والدرر ١ / ١٤٥ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٦ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٢ ، وشرح المفصّل ٣ / ١٥٤ ، ١٥٥ ، والكتاب ١ / ١٨٦ ، ولسان العرب (فلج) ، (حظا) ، (لذى) ، والمقتضب ٤ / ١٤٦ ، وتاج العروس (لذى) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٣٦٢ ، وأوضح المسالك ١ / ١٤٠ ، وخزانة الأدب ٨ / ٢١٠ ، ورصف المبانى ص ٣٤١ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٧٩ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٤ ، والمحتسب ١ / ١٨٥ ، والمنصف ١ / ٦٧.
(٣) الصميم من كل شىء : المحض الخالص فى الخير والشر. ينظر : الوسيط : صمم. والرجز للأخطل فى خزانة الأدب ٦ / ١٤ ، والدرر ١ / ١٤٥ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٢ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٢٥ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٣٠٣ ، وأوضح المسالك ١ / ١٤١ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٩.