بل لا يخبر عن الموصول إلا بعد تمامها ، أو تقدير تمامها.
وقد فصل بينهما بالنداء فصلا مستحسنا ، إن كان الذى يلى المنادى هو المنادى فى المعنى ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]
وأنت الّذى ـ يا سعد ـ بؤت (١) بمشهد |
|
كريم وأثواب المكارم والحمد (٢) |
فإن لم يكن كذلك عد شاذا ؛ كقول الفرزدق (٣) : [من الطويل]
تعشّ فإن عاهدتنى لا تخوننى |
|
نكن مثل من ـ يا ذئب ـ يصطحبان (٤) |
والقسم ليس بأجنبى ؛ لأنه مؤكد للصلة ؛ كقول النبى صلىاللهعليهوسلم : «وأنبئوهم بمن ـ والله ـ ما علمت عليه من سوء قطّ» (٥).
فالفصل بهذا لا يختص بضرورة ؛ بخلاف الفصل بغيره فإنه لا يستباح إلا فى الضرورة ؛ كقوله : [من المتقارب]
__________________
(١) بؤت : رجعت واعترفت. الوسيط (باء).
(٢) البيت لحسان بن ثابت فى الدرر ١ / ٢٨٩ ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ١ / ٨٨.
(٣) هو همام بن غالب بن صعصعة التميمى ، الدارمى ، أبو فراس ، الشهير بالفرزدق. شاعر ، من النبلاء ، من أهل البصرة ، له آثاره المشهورة فى اللغة ، كان يقال : لو لا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب ، ولو لا شعره لذهب نصف أخبار الناس.
له أخبار مشهورة مع جرير والأخطل ، وكان شريفا فى قومه ، عزيز الجانب ، له مكانة عند الأمراء. وله ديوان شعر ، توفى سنة عشر ومائة.
ينظر : وفيات الأعيان (٢ / ١٩٦) ، خزانة الأدب (١ / ١٠٥) ، الأغانى (٩ / ٣٢٤) ، جمهرة أشعار العرب (١٦٣) ، الأعلام (٨ / ٩٣).
(٤) البيت فى ديوانه ٢ / ٣٢٩ ، وتخليص الشواهد ص ١٤٢ ، والدرر ١ / ٢٨٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٨٤ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥٣٦ ، والكتاب ٢ / ٤١٦ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٠٤ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٦١ ، وبلا نسبة فى الخصائص ٢ / ٤٢٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ٦٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٢٩ ، وشرح المفصل ٢ / ١٣٢ ، ٤ / ١٣ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١٧٣ ، ولسان العرب (منن) ، والمحتسب ١ / ٢١٩ ، والمقتضب ٢ / ٢٩٥ ، ٣ / ٢٥٣.
(٥) جزء من حديث عائشة فى قصة الإفك والجزء المذكور لم يخرجه من أصحاب الكتب الستة إلّا مسلم فى صحيحه (٤ / ٢١٣٨) كتاب التوبة ، باب : فى حديث الإفك وقبول توبة القاذف حديث (٥٨ / ٢٧٧٠).
والحديث رواه البخارى فى «صحيحه» فى مواضع منها (٩ / ٣٨٥) كتاب التفسير ، باب : «لو لا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا» حديث (٤٧٥٠) وفى غير موضع من صحيحه وليس فيه موضع الشاهد.