كذلك تلك وكالنّاظرات |
|
ـ صواحبها ـ ما يرى المسحل (١) |
التقدير : كذلك الحمار الوحشى تلك الناقة وصواحبها كالناظرات ما يرى المسحل.
ففصل بـ «صواحبها» ـ وهو مبتدأ ـ بين «ما يرى المسحل» و «النّاظرات».
والألف واللام بمعنى «اللاتى» ، وصلتها «ناظرات» و «ما يرى المسحل».
وينبغى فى مثل هذا أن يقدر تمام الصلة قبل ما يظهر أنه منها ، ويقدر له عامل مدلول عليه بالصلة.
فهذا أسهل من الفصل بين جزأى الصلة.
ومن الفصل المستحسن : الفصل بجملة الاعتراض كقولى :
... ساء من |
|
ـ وما التّشكى نافع ـ يشكو الزّمن |
أى : ساء من يشكو الزمن ، وما التشكى نافع.
ففصل بهذه الجملة ؛ لأن ذكرها مقو لمعنى الكلام (٢). ومنه قول الشاعر :
[من البسيط]
ما ذا ـ ولا عتب فى المقدور ـ رمت أما |
|
يحظيك بالنّجح ، أم خسر وتضليل (٣) |
ثم قلت :
وحذفها فى قصد الابهام استبح |
|
... |
أى : استبح حذف الصلة عند قصد الإبهام ؛ كقوله : [من الكامل]
ولقد رأيت (٤) ثأى (٥) العشيرة بينها |
|
وكفيت جانيها اللّتيّا والّتى (٦) |
وكقوله : [من الرجز]
والله أنجاك بكفّى مسلمت
__________________
(١) البيت للكميت بن زيد الأسدى (الديوان ٢ / ٣٥).
(٢) زاد فى أ: ليس بأجنبى لأنه مؤكد للصلة.
(٣) البيت بلا نسبة فى الدرر ١ / ٢٨٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٨.
(٤) رأبت : أصلحت ولأمت. الوسيط (رأب).
(٥) الثأى : الضعف ، والحزم ، والفساد ، والمراد أنه أصلح فساد العشيرة. الوسيط (ثأى).
(٦) اللتيا والتى : الداهية الكبيرة والصغيرة. الوسيط (لتت).
والبيت لسلمى بن ربيعة فى خزانة الأدب ٦ / ١٥٥ ، ونوادر أبى زيد ص ١٢٠ ، ولعلباء بن أرقم فى الأصمعيّات ص ١٦٢.