قولهم : «دام زيد صحيحا».
وكذلك لو كان معها «ما» المصدرية ، ولم تكن فى موضع ظرف زمان نحو : «عجبت ممّا دام زيد صحيحا».
أى : من دوامه صحيحا.
فـ «زيد» : فاعل ، و «صحيحا» حال ؛ ولذا لا يجوز تعريفه ؛ بخلاف الخبر فإنه جائز التعريف.
وقد تستعمل «دام» بعد «ما» المصدرية النائبة عن ظرف الزمان تامة تشبيها بـ «بقى» (١) فتستغنى عن خبر كقوله ـ تعالى ـ : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [هود : ١٠٧]. والله أعلم.
(ص)
وما سوى (دام) و (ليس) صرّفا |
|
وللتّصاريف اجعلن ما وصفا |
فغير ماض مثله فى العمل |
|
كذا اسم فاعل ومصدر جلى |
من ذاك : (لست زائلا أحبّك) |
|
(كونك إيّاه) كذاك قد حكى |
(ش) لا حظ لـ «ليس» ولا لـ «دام» فى التصرف ؛ إذ لا يستعملان إلا بلفظ الماضى.
وأما غيرهما من أفعال هذا الباب فله لفظ ماض ، ولفظ مضارع ، ولفظ اسم فاعل.
ولغير (زال) وأخواتها ـ أيضا ـ فعل أمر ، ومصدر.
وكل هذه التصاريف تعمل العمل المذكور ؛ فعمل الأفعال بين.
وأما عمل المصدر : فكقول الشاعر : [من الطويل]
ببذل وحلم ساد فى قومه الفتى |
|
وكونك إيّاه عليك يسير (٢) |
وأما عمل اسم الفاعل : فكقول الآخر : [من الطويل]
وما كلّ من يبدى البشاشة (٣) كائنا |
|
أخاك إذا لم تلفه لك منجدا (٤) |
__________________
(١) فى أ: نفى.
(٢) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٣٩ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٣ ، والدرر ١ / ٥٦ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٧ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٤.
(٣) بش وجهه بشاشة : تهلل. (الوسيط ـ بشش).
(٤) نجد الرجل ينجد نجدة : إذا صار شجاعا. (مقاييس اللغة ـ نجد).