مرفوعا ، وخبرا منصوبا ، وبلغتهم نزل القرآن ، قال الله ـ تعالى ـ : (ما هذا بَشَراً) [يوسف : ٣١] وقال ـ تعالى ـ : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) [المجادلة : ٢] وشرط فى إلحاقها بـ «ليس» أربعة شروط :
أحدها : بقاء النفى ، فلا عمل لها عند زواله ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) [آل عمران : ١٤٤] والثانى : عدم «إن» ، فلا عمل لها عند وجودها ؛ كقول الشاعر : [من البسيط]
بنى غدانة ما إن أنتم ذهب |
|
ولا صريف (١) ، ولكن أنتم خزف (٢) |
والثالث : تأخر الخبر ، فلا عمل لها ـ غالبا ـ عند تقدمه كقولك : «ما قائم زيد».
والرابع : عدم تقدّيم معمول الخبر ، فلا عمل لها إذا تقدم ، ولم يكن ظرفا ، ولا جارّا ومجرورا كقولك : «ما طعامك زيد آكل».
فلو كان المعمول ظرفا ، أو جارّا ومجرورا لم يبال بتقدمه نحو قولك : «ما عندك زيد مقيما».
(ص)
ورفع (ما بها زيد) بـ (ما) |
|
وموضع المجرور نصب زعما |
وذاك فيه نظر ، والمنعطف |
|
هنا على المنصوب إن بـ (بل) عطف |
أو (لكن) ارفعه ، ونصب ربّما |
|
جاء هنا فى خبر تقدّما |
(ش) من النحويين من يرى بقاء عمل «ما» إذا تقدم خبرها وكان ظرفا أو جارّا ومجرورا ؛ وهو اختيار أبى الحسن بن عصفور ، فإلى هذا المذهب أشرت بقولى :
ورفع (ما بها زيد) بـ (ما) |
|
وموضع المجرور نصب ... |
وإذا عطف على خبر «ما» بـ «بل» أو «لكن» وجب رفع المعطوف ؛ لأنه مثبت كالمقرون بـ «إلا» فاشتركا فى الرفع نحو :
__________________
(١) الصريف : الفضة الخالصة. ينظر : القاموس (صرف).
(٢) البيت بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣ / ٣٤٠ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٧٤ ، وتخليص الشواهد ص ٢٧٧ ، والجنى الدانى ص ٣٢٨ ، وجواهر الأدب ص ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ١١٩ ، والدرر ٢ / ١٠١ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٢١ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٧ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٥٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٨٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١٤ ، وشرح قطر الندى ص ١٤٣ ، ولسان العرب (صرف) ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٩١ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٣ ، وتاج العروس (صرف).