ومن ورود المضارع مجردا بعد «عسى» قول هدبة بن خشرم (١) : [من الوافر]
عسى الكرب الّذى أمسيت فيه |
|
يكون وراءه فرج قريب (٢) |
ومن وروده بعد «كاد» مقرونا بـ «أن» قول عمر ـ رضى الله عنه : ـ «ما كدت أن أصلّى العصر حتّى كادت الشّمس أن تغرب» (٣).
هكذا هذا الحديث فى صحيح البخارى.
ومثال ترك أن مع «أوشك» قول النبى صلىاللهعليهوسلم : «يوشك الرّجل متّكئا على أريكته يحدّث بحديثى فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله» (٤). أخرجه أبو داود (٥)
__________________
(١) هو هدبة بن خشرم بن كرز ، من بنى عامر بن ثعلبة ، شاعر فصيح ، مرتجل راوية ، من أهل بادية الحجاز ، كان راوية الحطيئة ، قيل : كان هدبة أشعر الناس منذ دخل السجن إلى أن أقيد منه. مات سنة ٥٠ ه.
ينظر : الأعلام (٨ / ٧٨) ، الشعر والشعراء (٢٤٩) ، خزانة الأدب (٤ / ٨٤ ـ ٨٧).
(٢) البيت فى خزانة الأدب ٩ / ٣٢٨ ، ٣٣٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٤٢ ، والدرر ٢ / ١٤٥ ، وشرح التصريح ١ / ٢٠٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٩٧ ، وشرح شواهد المغنى ص ٤٤٣ ، والكتاب ٣ / ١٥٩ ، واللمع ص ٢٢٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٨٤ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٢٨ ، وأوضح المسالك ١ / ٣١٢ ، وتخليص الشواهد ص ٣٢٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣١٦ ، والجنى الدانى ص ٤٦٢ ، وشرح ابن عقيل ص ١٦٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٨١٦ ، والمقرب ١ / ٩٨ ، وشرح المفصل ٧ / ١١٧ ، ١٢١ ، ومغنى اللبيب ص ١٥٢ ، والمقتضب ٣ / ٧٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٣٠.
(٣) رواه البخارى فى صحيحه (٢ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦) كتاب مواقيت الصلاة ، باب : من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت حديث (٥٩٦) من حديث جابر بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش قال : يا رسول الله ما كدت أصلى العصر حتى كادت الشمس تغرب.
(٤) رواه أبو داود (٤ / ٢٠٠) كتاب السنة ، باب فى لزوم السنة حديث (٤٦٠٤) ، الترمذى (٥ / ٣٨) كتاب العلم ، باب ما نهى عنه أن يقال عند حديث النبى صلىاللهعليهوسلم ، حديث (٢٦٦٤) ، وابن ماجه (١ / ٦) فى المقدمة ، باب تعظيم حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم والتغليظ على من عارضه حديث (١٣) والطحاوى فى شرح المعانى (٤ / ٢٠٩) ، وابن حبان (١٣) والطبرانى فى الكبير (٩٣٤) ، (٩٣٥) ، (٩٣٦) والحاكم (١ / ١٠٨) ، والبيهقى (٧ / ٧٦) ، والبغوى (١٠١) من حديث المقدام بن معدى كرب مرفوعا. وصححه الألبانى فى صحيح الترمذى (٢١٤٥) وفى غيره من تصانيفه.
(٥) هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدى السجستانى أبو داود ، إمام أهل الحديث فى زمانه ، وصاحب السنن المشهورة بسنن أبى داود السجستانى. من مصنفاته : السنن ، المراسيل ، الزهد ، البعث ، تسمية الإخوة. توفى سنة ٢٧٥ ه.
ينظر : تذكرة الحفاظ (٢ / ١٥٢) ، الأعلام (٣ / ١٢٢) ، تاريخ بغداد (٩ / ٥٥) ، سير أعلام النبلاء (١٣ / ٢٠٣).