الثانى : إخبار العرب عن المستعمل ذلك الاستعمال بـ «مثل» كقول الشاعر : [من الطويل]
تبكّى على زيد ولا زيد مثله |
|
بريء من الحمّى سليم الجوانح (١) |
فلو كانت إضافة «مثل» منوية لكان التقدير : ولا مثل زيد مثله ؛ وذلك فاسد.
وأما القول الثانى فضعفه بين ؛ لأنه يستلزم ألا يستعمل هذا الاستعمال إلا علم مشترك فيه كـ «زيد».
وليس ذلك لازما لقولهم : «لا بصرة لكم» ، و «لا قريش بعد اليوم».
ولقول النبى ـ عليهالسلام ـ : «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده» (٢).
وإنما الوجه فى هذا الاستعمال أن يكون على قصد : لا شيء يصدق عليه هذا الاسم كصدقه على المشهور به ؛ فضمن العلم هذا المعنى ، وجرد لفظه مما ينافى ذلك.
وإذا دخلت همزة الاستفهام على «لا» فحكمها مع ما وليها حكمها معه عارية من الهمزة نحو قولك : «ألا حلم (٣) لك»؟ و «ألا صديق لزيد»؟.
وإن عطفت على ما وليها جاز فى المعطوف والمعطوف عليه مع الهمزة ما جاز مع التجرد.
هذا إذا لم يقصد العرض.
فإن كان العرض مقصودا بـ «ألا» اختصت بالفعل ، ووجب إضمار فعل إن لم يكن
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ١٦٦ ، ٤٠٢ ، وتذكرة النحاة ص ٥٢٩ ، ٥٣٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ٥٧ ، والدرر ٢ / ٢١٥ ، والمقرب ١ / ١٨٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٥.
(٢) رواه الشافعى (٢ / ١٨٦) والحميدى (١٠٩٤) وأحمد (٢ / ٢٤٠) ومسلم (٤ / ٢٢٣٧) كتاب الفتن ، باب : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء حديث (٢٩١٨ / ٧٥) والترمذى كتاب الفتن ، باب : ما جاء إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده حديث (٢٢١٦) والطحاوى فى شرح مشكل الآثار (٥٠٩) والبيهقى (٩ / ١٧٧) وفى الدلائل (٤ / ٣٩٣) والبغوى (٣٨٢٨) من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة.
ورواه عبد الرزاق (٤ / ٢٠٨) وأحمد (٢ / ٢٣٣) والبخارى فى المناقب ، باب علامات النبوة فى الإسلام (٣٦١٨) وفى الأيمان والنذور ، باب كيف كانت يمين النبى صلىاللهعليهوسلم حديث (٦٦٣٠) ومسلم (٢٩١٨) من طرق عن الزهرى ، به.
ورواه عبد الرزاق (٥ / ٢٠٨) ومن طريقه أحمد (٢ / ٣١٣) والبخارى (٣٠٢٧) ومسلم (٢٩١٨ / ٧٦) عن معمر عن همام عن أبى هريرة وهو فى صحيفة همام برقم (٣٠).
(٣) فى أ: حكم.