وقوله : (يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ) [الأحزاب : ١٣]
وقول النبى ـ عليهالسلام ـ : «لا أحد أغير من الله» (١). و «لا إله غيرك» (٢).
وزعم قوم منهم الزمخشرى (٣) ، والجزولى (٤) : أن بنى تميم يحذفون خبر «لا» مطلقا ـ على سبيل اللزوم.
إلا أن الزمخشرى قال : «وبنو تميم لا يثبتونه فى كلامهم أصلا». وقال الجزولى : «ولا يلفظ بالخبر بنو تميم إلا أن يكون ظرفا».
وليس بصحيح ما قالاه ، لأن حذف خبر لا دليل عليه يلزم منه عدم الفائدة ؛ والعرب مجمعون على ترك التكلم بما لا فائدة فيه.
قال الشلوبين (٥) :
(ينبغى أن يكون خلاف أهل الحجاز وبنى تميم فيما هو جواب لقول قائل.
__________________
(١) رواه مسلم فى صحيحه (٤ / ٢١١٤) كتاب التوبة ، باب : غيرة الله تعالى ، وتحريم الفواحش ، حديث (٣٣ ، ٣٤ / ٢٧٦٠) باللفظ المذكور من حديث عبد الله بن مسعود. ورواه البخارى فى (١٠ / ٣٩٩) كتاب النكاح باب : الغيرة حديث (٥٢٢٠). رواه البخارى فى صحيحه (٩ / ١٨٣) كتاب التفسير ، باب : قوله (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) حديث (٤٦٣٤) باللفظ المذكور وأطرافه فى (٤٦٣٧) ، (٥٢٢٠) ، (٧٤٠٣) ورواه مسلم فى (٤ / ٢١١٤) كتاب التوبة باب : غيرة الله تعالى ، وتحريم الفواحش حديث (٢٧٦٠ / ٣٣ ، ٣٤) باللفظ المذكور عند المصنف أيضا والحديث رواه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف (٩٢٥٦) ، (٩٢٨٧) وفى التفسير (١٩٣) ، (٢٠٣) والطبرانى فى الكبير (١٠٤٤١) ، وابن حبان (٢٩٤) ، وأبو يعلى (٥١٦٩) وأبو نعيم فى الحلية (٥ / ٤٣ ـ ٤٤) والبيهقى (١٠ / ٢٢٥) من حديث ابن مسعود.
(٢) رواه مسلم فى صحيحه (١ / ٢٩٩) كتاب الصلاة ، باب : حجة من قال : لا يجهر بالبسملة حديث (٥٢ / ٣٩٩) عن عبدة أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
(٣) قال الزمخشرى : ... وبنو تميم لا يثبتونه ـ أى خبر (لا) ـ فى كلامهم أصلا.
ينظر : شرح المفصل : ١ / ١٠٧.
(٤) هو عيسى بن عبد العزيز ، المراكشى العلامة أبو موسى الجزولى ، كان إماما لا يشق غباره ، مع جودة التفهيم وحسن العبارة شرح أصول ابن السراج ، وله حواش على الجمل للزجاجى.
من تصانيفه : الأمالى فى النحو ، مختصر شرح ابن جنى لديوان المتنبى. مات سنة ٦٠٧ ه.
ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧) ، الأعلام (٥ / ١٠٤).
(٥) هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله ، الأستاذ أبو على الإشبيلى الأزدى المعروف بالشلوبين ، كان إمام عصره فى العربية بلا مدافع ، آخر أئمة هذا الشأن بالمشرق والمغرب ، ذا معرفة بنقد الشعر وغيره ، بارعا فى التعليم ، أبقى الله به ما بأيدى أهل المغرب من العربية. من تصانيفه : شرح المقدمة الجزولية فى النحو ، حواشى على المفصل للزمخشرى ،