وألحق الأخفش وأبو على الفارسى بأفعال هذا الباب «سمع» إذا وليها اسم غير مسموع ؛ كقولك : «سمعت زيدا يقرأ».
فإذا وليها اسم مسموع اكتفت به ؛ كقولك : «سمعت حديثك».
ومن أفعال هذا الباب المشهورة «زعم» ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]
فإن تزعمينى كنت أجهل فيكم |
|
فإنّى شريت الحلم بعدك بالجهل (١) |
و «وجد» بمعنى «علم» ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]
وجدتهم أهل الغنى فاقتنيتهم |
|
وأعففت عنهم مستزادى ومطعمى |
ويلحق بها ـ أيضا ـ «ألفى» ؛ كقول الشاعر : [من البسيط]
قد جرّبوه فألفوه المغيث إذا |
|
ما الرّوع عمّ فلا يلوى على أحد (٢) |
ومن أفعال هذا الباب «صيّر» ، وما وافقها أو قاربها كـ «ردّ» و «جعل» و «اتّخذ» و «تخذ» و «ترك» و «وهب» بمعنى «جعل» ؛ كقول بعض العرب : «وهبنى الله فداءك» ؛ أى : جعلنى. رواه ابن الأعرابى (٣).
وقال الشاعر فى «ردّ» : [من الوافر]
رمى الحدثان نسوة آل حرب |
|
بمقدار سمدن له سمودا (٤) |
__________________
ـ ٣٧٤ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ٣١ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٥٨ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٦٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٢١٢ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٩.
(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلي فى الأضداد ص ١٠٧ ، ١٨٦ ، وتخليص الشواهد ص ٤٢٨ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٤٩ ، والدرر ٢ / ٢٤٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٨٦ ، ٣٥١ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٩٠ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١١٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٧١ ، ٨٣٤ ، والكتاب ١ / ١٢١ ، ولسان العرب (زعم) ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤١٦ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٨٨ ، وتاج العروس (زعم) ، وبلا نسبة فى شرح ابن عقيل ص ٢١٤ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٨.
(٢) البيت بلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ٤٣١ ، وخزانة الأدب ١١ / ٣٣٥ ، والدرر ٢ / ٢٤٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣٨٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٩.
(٣) هو محمد بن زياد أبو عبد الله بن الأعرابى ، كان نحويا عالما باللغة والشعر ، راوية للأشعار ، حسن الحفظ لها. ولم يكن أحد من الكوفيين أشبه رواية برواية البصريين منه.
كان شيخا جميل الأخلاق ، له تصانيف كثيرة منها : النوادر ، الأنواء ، الخيل ، تفسير الأمثال ، نسب الخيل ، معانى الشعر ، وغيرها. مات ابن الأعرابى سنة ٢٣١ ه.
ينظر : بغية الوعاة (١ / ١٠٥) ، الأعلام (٦ / ١٣١) ، وفيات الأعيان (١ / ٤٩٢).
(٤) البيتان لعبد الله بن الزبير فى ملحق ديوانه ص ١٤٣ ـ ١٤٤ ، وتخليص الشواهد ص ٤٤٣ ، ـ