وكذا لو تعلق بالفعل الداخل عليهما ؛ كقول كعب لزهير (١) : [من البسيط]
أرجو وآمل أن تدنو مودّتها |
|
وما إخال لدينا منك تنويل (٢) |
فقد حصل لـ «إخال» بتقدمنا فيه توسط سهل إلغاءه.
وكذا قول الآخر : [من البسيط]
كذاك أدّبت حتّى صار من خلقى |
|
أنّى رأيت ملاك الشّيمة الأدب (٣) |
إلغاء «رأيت» فيه سهله تقدم «أنّى».
فلو لم يتقدم على الفعل شىء لم يجز إلغاؤه.
لكن يجوز التعليق على أن تنوى لام الابتداء ، أو ينوى ضمير الشأن وتجعل الجملة مفعولا ثانيا.
فلو توسط الفعل بين جزأى الإسناد استوى الإعمال والإلغاء. ولو تأخر عنهما معا كان الإلغاء مختارا.
ولا يجوز إلغاء ما تقدم عليهما ، وليس قبله متعلق بهما ولا بالداخل عليهما ؛ نحو : «ظننت زيدا منطلقا».
فإن ورد متقدم هكذا ولم يعمل ، حمل على أنه عامل فى ضمير الشأن محذوفا.
وجعلت الجملة التى بعده فى موضع المفعول الثانى ؛ كما فعل بـ «إنّ» فى مثل «إنّ بك زيد مأخوذ».
__________________
(١) هو كعب بن زهير بن أبى سلمى ، المازنى ، أبو المضرب شاعر مخضرم ، ممن اشتهر فى الجاهلية ، ولما جاء الإسلام ، هجا النبى صلىاللهعليهوسلم ، وعاب نساءه ، فأهدر دمه ، ثم جاء يطلب الأمان ، وأسلم وأنشد أمام النبى صلىاللهعليهوسلم قصيدته المشهورة : بانت سعاد ...
له ديوان شعر ، مات سنة ٢٦ ه.
ينظر : الأعلام (٥ / ٢٢٦) ، خزانة الأدب (٤ / ١١ ـ ١٢).
(٢) البيت فى ديوانه ص ٦٢ ، وخزانة الأدب ١١ / ٣١١ ، والدرر ١ / ١٧٢ ، ٢ / ٢٥٩ ، وشرح التصريح ١ / ٢٥٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٤٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤١٢ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ٦٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٦٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٥٣ ، ١٥٣.
(٣) البيت لبعض الفزاريين فى خزانة الأدب ٩ / ١٣٩ ، ١٤٣ ، ١٠ / ٣٣٥ ، والدرر ٢ / ٢٥٧ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣ / ١٣٣ ، وأوضح المسالك ٢ / ٦٥ ، وتخليص الشواهد ص ٤٤٩ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٦٠ ، وشرح التصريح ١ / ٢٥٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١١٤٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٤٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢١ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤١١ ، ٣ / ٨٩ ، والمقرب ١ / ١١٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٣.