فـ «أحد» هذا لا يستعمل إلا بعد نفى.
وهنا قد وقع قبل النفى ؛ لأنه والضمير فى «لا يقول» شىء واحد فى المعنى.
(ص)
ونحو خلك خاله وخلتنى |
|
خصّوا بقلبى ومع فقد فقدتنى |
عدمتنى شذّ ، وقل رأيتنى |
|
رؤيا ورؤية بلا توهّن (١) |
(ش) مما يختص بالأفعال القلبية إعمالها فى ضميرى رفع ونصب متصلين مع اتحاد المسمى ؛ نحو : «علمتنى فقيرا إلى عفو الله» ، وكذا «علمتك» و «علمه».
ومنه قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) [العلق : ٦ ، ٧]
وأشرك فى هذا مع الأفعال القلبية : «رأيت» الحلمية والبصرية.
قال الله ـ تعالى ـ : (قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) [يوسف : ٣٦]
وقالت عائشة ـ رضى الله عنها ـ : «لقد رأيتنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما لنا من طعام إلا الأسودان» (٢).
__________________
(١) والبيتين فى ط هكذا :
واخصص بفعل القلب نحو (خلتنى) |
|
واستندروا (عدمتنى) (فقدتنى) |
و (خاله) و (خلتك) استبح وقس |
|
وامنع (ضربتنى) وشبهه تكس |
(٢) لم أجده بهذا اللفظ ، ولقد جاءت الأحاديث كثيرة ، فيها موضع الشاهد ، منها حديث أبى الدرداء : «لقد رأيتنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى بعض أسفاره فى يوم شديد الحرّ ، حتى إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدّة الحرّ ، وما منّا أحد صائم إلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعبد الله بن رواحة.
أخرجه أحمد (٥ / ١٩٤) ، (٦ / ٤٤٤) ، ومسلم (٢ / ٧٩٠). كتاب الصيام : باب التخيير فى الصوم والفطر فى السفر (١٠٩ ـ ١١٢٢) ، وابن ماجه (١ / ٥٣٢) : كتاب الصيام : باب ما جاء فى الصوم فى السفر ، (١٦٦٥) ، والبيهقى (٤ / ٢٤٥). والحديث أخرجه البخارى ، وليس فيه موضع الشاهد ، (٤ / ٦٩٢) : كتاب الصوم : باب (٣٥) رقم (١٩٤٥) بلفظ : «خرجنا مع النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى بعض أسفاره فى يوم حارّ ...» الحديث. ومنها حديث ابن مسعود : «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض ...».
أخرجه أحمد (١ / ٣٨٢) ، ومسلم (١ / ٤٥٣) : كتاب المساجد : باب صلاة الجماعة من سنن الهدى ، (٢٥٦ ، ٢٥٧ ـ ٦٥٤) ، وأبو داود (١ / ٢٠٦) : كتاب الصلاة : باب فى التشديد فى ترك الجماعة (٥٥٠) ، والنسائى (٢ / ١٠٨) كتاب الإمامة باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن ، وابن خزيمة (١٤٨٣).