و «أفى الدّار تقول : عمرا جالسا»؟
والحكاية جائزة إذا كملت شروط إجراء القول مجرى الظن ؛ لأنه الأصل.
فصل فى (أعلم) وما جرى مجراه
(ص)
«أعلم» مفاعيل ثلاثة نصب |
|
ول (أرى) مرادفا هذا وجب |
وقل فى (حدّث) ثمّ (نبّأ) |
|
وقيس فعلا (خبّر) و (أنبأ) |
بهمزة النّقل (رأى) و (علما) |
|
توصّلا لثالث تقدّما |
وفاعلا كان وتلواه هما |
|
على الّذى كانا عليه فاعلما |
(ش) «أعلم» و «أرى» : هما «علم» و «رأى» المتعديان إلى مفعولين هما فى الأصل مبتدأ وخبر.
ثم أدخلت عليهما همزة التعدية ، وتسمى همزة النقل فازدادا مفعولا ثالثا ، وهو الذى كان فاعلا قبل النقل ؛ كقولك : «أعلم ابنى خالدا زيدا أخا» ، وأصله : «علم خالد زيدا أخا» ، فدخلت الهمزة ، وأسند «أعلم» إلى الابن ، ونصب «خالدا» مفعولا بعد أن كان فاعلا ، فتكمل به لـ «أعلم» ثلاثة مفاعيل.
والكلام على «أرى» كالكلام على «أعلم».
ولم يلحق سيبويه (١) بـ «أعلم» و «أرى» إلا «نبّأ» ، والمشهور تعديها إلى واحد ، وإلى غيره بحرف جر.
ومن تعديها إلى ثلاثة قول النابغة الذبيانى : [من الكامل]
نبّئت زرعة والسّفاهة كاسمها |
|
يهدى إلى غرائب الأشعار (٢) |
وزاد أبو على «أنبأ».
وزاد السيرافى «حدّث» و «أخبر» و «خبّر» :
وشاهد «حدّث» قول الحارث بن حلزة (٣) : [من الخفيف]
__________________
(١) ينظر الكتاب (١ / ٤١).
(٢) البيت فى ديوانه ص ٥٤ ، وتخليص الشواهد ص ٤٦٧ ، وخزانة الأدب ٦ / ٣١٥ ، ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، وشرح التصريح ١ / ٢٦٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٣٩ ، وأساس البلاغة (أبد) ، وبلا نسبة فى شرح ابن عقيل ص ٢٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٥٢.
(٣) هو الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد اليشكرى الوائلى ، شاعر جاهلى ، أحد أصحاب ـ