ما يبنى فى حال دون حال كـ «أمس» و «حين» فإنه إن أضيف إلى جملة جاز بناؤه وإعرابه.
فعلم بعد إخراج ما خرج منع تصرف «إذا» و «متى» و «أيّان» و «قطّ» و «عوض» ونحو ذلك من أسماء الزمان المحتومة البناء.
ثم نبهت على ضابط آخر يميز ما لا يتصرف من الظرف فقلت :
ونحو «يوم يوم» ممّا عرضا |
|
تركيبه تصريفه قد رفضا |
ثم بينت أن «ذا» و «ذات» إذا أضيفا إلى زمان لا يتصرفان عند غير خثعم (١) ويتصرفان عندهم كقول بعضهم : [من الوافر]
عزمت على إقامة ذى صباح |
|
لأمر ما يسوّد من يسود (٢) |
ثم نبهت على أن صفة الزمان إذا حذف وأقيمت مقامه ، المختار ملازمتها للظرفية.
ولذلك ضعف أن يقال : «سير عليه طويل» ، واختير أن يقال : «سير عليه طويلا» بالنصب.
(ص)
ومن يرد ظرفيّة اسم موضع |
|
مختصّ ابدى (فى) ليسمع من يعي |
__________________
(١) خثعم بن أنمار : قبيلة من القحطانية ، تنتسب إلى خثعم بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان. منازلهم : كانت منازلهم بحبال السّراة وما والاها ، جبل يقال له : شىّ ، وجبل يقال له : بارق ، وجبال معهما ، حتى مرت بهم الأزد فى مسيرها من أرض سبأ ، وتفرقها فى البلاد ، فقاتلوهم فأنزلوهم من جبالهم ، وأجلوهم عن منازلهم ، ونزلتها أزد شنوءة ، غامد ، وبارق ، ودوس ، وتلك القبائل من الأزد ، فظهر الإسلام ، وهم أهلها ، وسكانها.
ونزلت خثعم ما بين بيشة ، وتربة ، وظهر تبالة على محجّة اليمن ، من مكة إليها ، وما صاقب تلك البلاد ، وما والاها ، فانتشروا فيها إلى أن أظهر الله الإسلام ، وأهله ، فتيامنت ، وانتسبوا إلى أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك زيد بن كهلان بن سبأ ، وقالوا : «نحن أولاد قحطان ، ولسنا إلى معد بن عدنان».
ينظر : معجم قبائل العرب (١ / ٣٣١).
(٢) البيت لأنس بن مدركة فى الحيوان ٣ / ٨١ ، وخزانة الأدب ٣ / ٨٧ ، ٨٩ ، والدرر ١ / ٣١٢ ، ٣ / ٨٥ ، وشرح المفصل ٣ / ١٢ ، ولأنس بن نهيك فى لسان العرب (صبح) ، ولرجل من خثعم فى شرح أبيات سيبويه ١ / ٣٨٨ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣ / ٢٥٨ ، والجنى الدانى ص ٣٣٤ ، ٣٤٠ ، والخزانة ٦ / ١١٩ ، والخصائص ٣ / ٣٢ ، والكتاب ١ / ٢٢٧ ، والمقتضب ٤ / ٣٤٥ ، والمقرب ١ / ١٥٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٧.