لأن معنى «تغيّر» أى : لم يبق على حاله ، وكذا قول الآخر : [من الخفيف]
لدم ضائع تغيّب عنه |
|
أقربوه إلّا الصّبا والجنوب (١) |
لأن معنى «تغيّب» : لم يحضر.
(ص)
ووقع توكيد بـ (إلّا) جائز |
|
وأبدلن ما بعد ، قال الرّاجز : |
«ما لك من شيخك إلّا عمله |
|
إلّا رسيمه وإلّا رمله» |
أو اعطفن بالواو نحو : (لم ينم |
|
إلّا أبو يحيى (٢) ، وإلّا ابن الحكم) |
وإن تكرّر دون توكيد فمع |
|
تفريغ التّأثّر بالعامل دع |
فى واحد ممّا بـ (إلّا) استثن |
|
وليس عن نصب سواه مغنى |
ودون تفريغ ففى التّقدّم |
|
نصب الجميع احكم به والتزم |
وانصب لتأخير ، وجئ بواحد |
|
منها كما لو كان دون زائد |
وحكمها فى القصد حكم الأوّل |
|
والتّالى استثنوه ممّا قد ولى |
إن كان ذاك ممكنا كـ (بعض ما |
|
تراه بعض بعض كلّ قدّما) |
واجبر بشفع مسقطا للوتر |
|
والحاصل الباقى بصدق الخبر |
(ش) إذا كررت «إلّا» توكيدا أبدل ما بعد الثانية مما بعد الأولى إن توافقا معنى ، وإلا عطف بالواو.
فمثال البدل قول الراجز : [من الرجز]
ما لك من شيخك إلّا عمله |
|
إلّا رسيمه (٣) وإلّا رمله (٤) |
ومثال العطف بالواو قول الشاعر : [من الطويل]
هل الدّهر إلّا ليلة ونهارها |
|
وإلّا طلوع الشّمس ثمّ غيارها (٥) |
__________________
(١) البيت للكميت فى ديوانه ١ / ١٢٤ ، ولسان العرب (كحل) ، وتاج العروس (كحل).
(٢) فى أ: أبو يعلى.
(٣) الرسيم : ضرب من سير الإبل. (مقاييس اللغة ـ رسم).
(٤) الرجز بلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ٢٧٢ ، والدرر ٣ / ١٦٧ ، ورصف المبانى ص ٨٩ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢٣٢ ، وشرح التصريح ١ / ٣٥٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣١١ ، والكتاب ٢ / ٣٤١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١١٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٢٧.
(٥) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ١ / ٧٠ ، ولسان العرب (غور) ، والمقاصد ـ