(ش) من أدوات الاستثناء «ليس» و «يكون» مسبوقة بـ «لا» وهما على فعليتهما ، وعملهما ؛ إلا أن المرفوع بهما لا يكون إلا مستترا ؛ لأنهم قصدوا ألا يليهما إلا ما يلى «إلّا» ؛ لأنها أصل أدوات الاستثناء.
والمستثنى بهما واجب النصب بمقتضى الخبرية.
ومن الاستثناء بـ «ليس» قول النبى صلىاللهعليهوسلم : «يطبع المؤمن على كلّ خلق ليس الخيانة والكذب» (١) ، أى : ليس بعض خلقه الخيانة والكذب ، هذا التقدير الذى يقتضيه الإعراب.
والتقدير المعنوى : يطبع على كل خلق إلا الخيانة والكذب.
ومن أدوات الاستثناء : «خلا» و «عدا» وإياهما عنيت :
... بسابقى «يكون»
وإذا جر ما استثنى بهما فهما حرفا جر ، وإذا نصب فهما فعلان مضمر فاعلاهما لما أضمر له مرفوع «ليس» و «يكون».
فإن قرنا بـ «ما» تعينت فعليتهما ، ونصب ما استثنى بهما لمفعوليته.
وإنما تعينت الفعلية مع «ما» لأنها مصدرية ، ووصلها بفعل متعين فى غير ندور.
ومثال تعين النصب للاقتران بـ «ما» قول لبيد : [من الطويل]
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل |
|
وكلّ نعيم لا محالة (٢) زائل |
[وتعين النصب مع «ما» هو مذهب الجمهور.
__________________
(١) أخرجه ابن عدى (١ / ٣٠) ، (٤ / ٣٢٣) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (٤ / ٤٨١١) من حديث ابن عمر مرفوعا به. وفيه عبيد الله بن الوليد الوصّافى ضعيف ، قاله الحافظ فى التقريب. وقد أخرجه ابن أبى عاصم فى السنة (١ / رقم ١١٥) من حديث ابن عمر بلفظ :
يطبع المؤمن على شىء إلا الخيانة والكذب.
وقد جاء من حديث أبى أمامة بلفظ «إلا» مكان «ليس» أخرجه أحمد (٥ / ٢٥٢) ، وابن أبى عاصم فى السنة (١ / ١١٤). وقد جاء أيضا بلفظ «إلا» مكان «ليس» من حديث سعد بن أبى وقاص. أخرجه البيهقى فى السنن (١٠ / ١٩٧) ، وفى شعب الإيمان ، (٤ / ٤٨٠٩).
وقد جاء بلفظ «غير» مكان «ليس» من حديث سعد بن أبى وقاص أيضا ، أخرجه البزار (١٠٢ ـ كشف الأستار) ، وأبو يعلى كما فى مجمع الزوائد (١ / ٩٢).
(٢) البيت فى ديوانه ص ٢٥٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٨٢ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، والدرر ١ / ٧١ ، وديوان المعانى ١ / ١١٨ ، وسمط اللآلى ص ٢٥٣ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١ ، شرح التصريح ١ / ٢٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٣٩ ، وشرح شواهد المغنى