شرح الكافية الشّافية [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في شرح الكافية الشّافية

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

شرح الكافية الشّافية [ ج ١ ]

(ص)

والحال قد يجىء ذا تعدّد

لصاحب فرد ، وغير مفرد

ك (جاء زيد غادرا ذا مين)

و (زار عمرو عامرا نضوين)

(ش) قد تقدم الإعلام بأن صاحب الحال والحال شبيهان بالمبتدأ والخبر ؛ فلذلك الشبه يجوز أن يكون صاحب الحال واحدا ، ويتعدد حاله ؛ كما كان المبتدأ واحدا وتعدد خبره. وقد يكون التعدد فى اللفظ والمعنى ، وفى اللفظ دون المعنى :

فالأول نحو : «جاء زيد غادرا ذا مين».

والثانى نحو : «اشتريت الرّمّان حلوا حامضا».

وقد تتعدد الحال لتعدد صاحبها بتفرق فى الاختلاف ، وباجتماع فى عدم الاختلاف :

فالأول نحو : «لقيت زيدا مصعدا منحدرا».

والثانى نحو : «زار عمرو عامرا نضوين».

وكقول عنترة : [من الوافر]

متى ما تلقنى فردين ترجف

روانف أليتيك وتستطارا (١)

(ص)

وأكّدوا بالحال عاملا كـ (لا

تعثوا فى الارض مفسدين) فاقبلا

وإن تؤكّد جملة فمضمر

عاملها ، ولفظها يؤخّر

مثاله (أنا ابن دارة) الّذى

أولوه (معروفا) فقس كلّا بذي

(ش) يجاء بالحال لقصد التوكيد ، وهى فيه على ضربين :

أحدهما : أن يؤكد بها عاملها كقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود : ٨٥] ، وقوله : (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [التوبة : ٢٥].

والثانى : أن يؤكد بها مضمون جملة ابتدائية ؛ فيلزم تأخيرها ، وإضمار عاملها كقوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١] ، وكقول الشاعر : [من البسيط]

__________________

(١) البيت فى ديوانه ص ٢٣٤ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٧ ، ٧ / ٥٠٧ ، ٥٥٣ ، ٨ / ٢٢ ، والدرر ٥ / ٩٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٩٤ ، وشرح شواهد الشافية ص ٥٠٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٦٠ ، وشرح المفصل ٢ / ٥٥ ، ولسان العرب ، (طير) ، (ألا) ، (خصا) ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٧٤ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٩١ ، وأمالى ابن الحاجب ١ / ٤٥١ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧٩ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٣٠١ ، وشرح المفصل ٤ / ١١٦ ، ٦ / ٨٧ ، ولسان العرب (رنف) ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٣.