(ص)
والحال قد يجىء ذا تعدّد |
|
لصاحب فرد ، وغير مفرد |
ك (جاء زيد غادرا ذا مين) |
|
و (زار عمرو عامرا نضوين) |
(ش) قد تقدم الإعلام بأن صاحب الحال والحال شبيهان بالمبتدأ والخبر ؛ فلذلك الشبه يجوز أن يكون صاحب الحال واحدا ، ويتعدد حاله ؛ كما كان المبتدأ واحدا وتعدد خبره. وقد يكون التعدد فى اللفظ والمعنى ، وفى اللفظ دون المعنى :
فالأول نحو : «جاء زيد غادرا ذا مين».
والثانى نحو : «اشتريت الرّمّان حلوا حامضا».
وقد تتعدد الحال لتعدد صاحبها بتفرق فى الاختلاف ، وباجتماع فى عدم الاختلاف :
فالأول نحو : «لقيت زيدا مصعدا منحدرا».
والثانى نحو : «زار عمرو عامرا نضوين».
وكقول عنترة : [من الوافر]
متى ما تلقنى فردين ترجف |
|
روانف أليتيك وتستطارا (١) |
(ص)
وأكّدوا بالحال عاملا كـ (لا |
|
تعثوا فى الارض مفسدين) فاقبلا |
وإن تؤكّد جملة فمضمر |
|
عاملها ، ولفظها يؤخّر |
مثاله (أنا ابن دارة) الّذى |
|
أولوه (معروفا) فقس كلّا بذي |
(ش) يجاء بالحال لقصد التوكيد ، وهى فيه على ضربين :
أحدهما : أن يؤكد بها عاملها كقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود : ٨٥] ، وقوله : (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [التوبة : ٢٥].
والثانى : أن يؤكد بها مضمون جملة ابتدائية ؛ فيلزم تأخيرها ، وإضمار عاملها كقوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١] ، وكقول الشاعر : [من البسيط]
__________________
(١) البيت فى ديوانه ص ٢٣٤ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٧ ، ٧ / ٥٠٧ ، ٥٥٣ ، ٨ / ٢٢ ، والدرر ٥ / ٩٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٩٤ ، وشرح شواهد الشافية ص ٥٠٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٦٠ ، وشرح المفصل ٢ / ٥٥ ، ولسان العرب ، (طير) ، (ألا) ، (خصا) ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٧٤ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٩١ ، وأمالى ابن الحاجب ١ / ٤٥١ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧٩ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٣٠١ ، وشرح المفصل ٤ / ١١٦ ، ٦ / ٨٧ ، ولسان العرب (رنف) ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٣.