فمن اكتساب البناء بالإضافة إلى مبنى ؛ قوله تعالى : (وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) [الجن : ١١] وقوله : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) [الأنعام : ٩٤] ـ بفتح النون ـ وقوله : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات : ٢٣] ـ بفتح اللام.
ومنه قول الشاعر : [من البسيط]
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة فى غصون ذات أو قال (١) |
ـ بفتح الراء.
(ص)
ولا يضاف إسم ما به اتّحد |
|
معنى وما أوهم ذا إذا ورد |
فهو مؤوّل بمبدى العذر فى |
|
نطق به تأويل ذى تلطّف |
(ش) المضاف يعرف أو يخصص بالمضاف إليه ، والشىء لا يعرف ولا يتخصص إلا بغيره ، فلا بد من كون المضاف غير المضاف إليه بوجه ما. فإن توهم خلاف ذلك إلى مضاف ومضاف إليه تلطف فى تقدير المغايرة.
فلذلك قيل فى قولهم : «صلاة الأولى» أن المراد : صلاة الساعة الأولى ، وفى قولهم : «مسجد الجامع» و «دين القيّمة» و «حبّة الحمقاء» أن المراد : مسجد اليوم أو الوقت الجامع ، ودين الملة القيمة ، وحبة البقلة الحمقاء.
وقيل فى قولهم : «سعيد كرز» ـ لمن اسمه : سعيد ، ولقبه : كرز ـ : إن الأول مؤول بالمسمى ، والثانى غير مؤول ، بل اعتبر به مجرد اللفظ.
فإذا قلت : «جاءنى سعيد كرز» فكأنك قلت : جاءنى مسمى هذا اللقب.
وبنحو هذا يعامل : «يوم الخميس» و «فعلت ذلك ذات يوم ، ذات صباح».
__________________
(١) الوقل : الحجارة ، والكرب (الشجر) الذى لم يستقص فبقيت أصوله بارزة. (القاموس ـ وقل).
والبيت لأبى قيس بن الأسلت فى ديوانه ص ٥٨ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، والدرر ٣ / ١٥٠ ، ولأبى قيس بن رفاعة فى شرح أبيات سيبويه ٢ / ١٨٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٥٨ ، وشرح المفصل ٣ / ٨٠ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٤ / ٦٥ ، ٢١٤ ، ٥ / ٢٩٦ ، والإنصاف ١ / ٢٨٧ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥٣٢ / ٥٥٢ ، ٥٥٣ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٠٧ ، وشرح التصريح ١ / ١٥ ، وشرح المفصل ٣ / ٨١ ، ٨ / ١٣٥ ، والكتاب ٢ / ٣٢٩ ، ولسان العرب (نطق) ، (وقل) ، ومغنى اللبيب ١ / ١٥٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٩.