وأما قولهم : «نفس الشّىء» و «كلّ القوم» ؛ فإن المغايرة فيه بين الأول والثانى بينة ؛ لأن «نفسا» و «كلّا» قبل أن يضافا صالحان لأشياء مختلفة الحقائق ، والذى يضاف إليه أحدهما دال على معين ، فإذا طرأت الإضافة اتحدا معنى ، وبقى الشعور بما كانا عليه قبل أن يضافا ، مسوغا لجعلهما مضافا ، ومضافا إليه فى اللفظ ، وإن كانا ـ فى المعنى ـ واحدا.
وأما نحو : «جرد قطيفة» فملحق بـ «خاتم فضّة» وبابه.
فصل
(ص)
وهاك أسماء تضاف أبدا |
|
منها (قصارى) و (حمادى) و (لدى) |
(بيد) (سوى) (عند) (لدن) (ذو) و (أولو) |
|
هما لجنس ظاهر قد يوصل |
(ذوو) ـ بمضمر ـ كما (ذووها) |
|
كذا (ذووه) فاعرف الوجوها |
(ذو) (ذات) : أنثاه ، (ذوات) : الجمع |
|
وجريان الأصل يجرى الفرع |
وقلّ أن يضاف (ذو) إلى علم |
|
غير مصدر به كـ (ذى سلم) |
ونحو (ذى تبوك) (ذى بكّة) قد |
|
شذّ ، فلا تنكر نظيرا إن ورد |
(ش) من الأسماء ما لا ينفك عن الإضافة لا معنى ولا لفظا ؛ ومنها لا ينفك عن الإضافة معنى ، وينفك عنها لفظا.
فمن الأول : «قصارى الشيء وحماداه» أى : غايته.
ومنها : «لدى» و «عند» ومعناهما : الحضور والقرب.
هكذا قال سيبويه (١) ، ولم يجعل «لدى» لغة فى «لدن» ؛ كما فعل الزمخشرى (٢).
و «بيد» بمعنى «غير» ولم تقع الإضافة إلا إلى مستثنى بها.
و «سوى» لا يليها إلا مجرور بإضافتها إليه. وقد مضى الكلام عليها فى باب الاستثناء.
ومن الأسماء التى تلازم الإضافة لفظا ومعنى «ذو» بمعنى : صاحب ، وفروعها وهى : «ذوا» فى التثنية. و «ذوو» فى الجمع [أو «أولو» و «ذات» فى الإفراد والتأنيث.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ٤ / ٢٣٢.
(٢) قال الزمخشرى : ومنها «لدى». وفيما ثمانى لغات : لدى ولدن ولدن ولد بحذف نونها ولدن ولدن بالكسر لالتقاء الساكنين ولد بحذف نونهما ... ينظر : شرح المفصل : ٤ / ١٠٠.