وإذا كانت شرطية وأخلى لفظها من الإضافة فالغالب إردافها بـ «ما» ؛ كقوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠].
وقد تردف بـ «ما» مع إضافتها لفظا ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ) [القصص : ٢٨]. وإذا تضاف إلى نكرة ؛ فهى نفس ما تضاف إليه ، كـ «كلّ». وإذا تضاف إلى معرفة ؛ فهى بعض ما تضاف إليه ، كـ «بعض» ؛ ولذلك تقول : «أى رجلين قاما»؟ و «أى الرّجلين قام»؟ فتثنى ضمير «أى» حين أضيفت إلى مثنى نكرة ، وأفرد حين أضيفت إلى مثنى معرفة. ولذلك لا تضاف إلى معرفة مفرد [إلا مع عطف عليه. ليكون بالعطف كمثنى لفظا ؛ لأن معنى المفرد المعطوف عليه مثله ، ومعنى المثنى واحد ، ومثال الإفراد مع العطف] (١). قول الشاعر : [من الطويل]
ألا تسألون النّاس أيّى وأيّكم |
|
غداة التقينا كان خيرا وأكرما (٢) |
وإلى هذا أشرت بقولى :
... |
|
وكونه فردا أبى ذو المعرفه |
إلّا قليلا واشترط مع قلّته |
|
عطفا عليه تكف عيب وحدته |
وإذا كانت «أى» موصولة وصرح بما تضاف إليه ، لم تكن إلا معرفة. ذكر ذلك أبو على فى التذكرة.
(ص)
«سبحان» فى غير اختيار أفردا |
|
ملابس التّنوين أو مجرّدا |
وشذّ قول راجز ربّانى |
|
«سبحانك اللهمّ ذا السّبحان» |
(ش) من الملتزم الإضافة «سبحان» ؛ وهو اسم بمعنى التسبيح ، وليس بعلم ؛ لأنه لو كان علما لم يضف إلا إلى اسم واحد كسائر الأسماء المضافة. وأخلى من الإضافة لفظا للضرورة منونا ، وغير منون.
فالمنون ؛ كقول الشاعر : [من البسيط]
__________________
(١) بدل ما بين المعكوفين فى أ: إلا مع عطفها مضافة إلى معرفة ؛ ليكون ذلك خلفا عن إضافتها إلى غير مفرد ، ومن شواهد ذلك :
(٢) البيت بلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣١٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٩١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٢٣.