سبحانه ثمّ سبحانا يعود له |
|
وقبلنا سبّح الجودى والجمد (١) |
وغير المنون ؛ كقول الآخر : [من السريع]
أقول لمّا جاءنى فخره |
|
سبحان من علقمة الفاخر (٢) |
وزعم أبو علي (٣) والزمخشري (٤) أن الشاعر ترك تنوين «سبحان» ؛ لأنه علم على التسبيح فلا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
وليس الأمر كما زعما بل ترك التنوين ؛ لأنه مضاف إلى محذوف مقدر الثبوت كما قال الراجز : [من الرجز]
خالط من سلمى خياشيم وفا (٥)
أراد : وفاها ؛ فحذف المضاف إليه ، وترك المضاف بهيئته التى كان عليها قبل الحذف.
وأمثال ذلك كثيرة سأبينها إن شاء الله ـ تعالى ـ.
وشذ دخول الألف واللام على «سبحان» والإضافة إليه فيما أنشده الشجري (٦) من قول الراجز : [من الرجز]
__________________
(١) البيت لورقة بن نوفل فى الأغانى ٣ / ١١٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٨٨ ، ٧ / ٢٣٤ ، ٢٣٦ ، ٢٣٨ ، ٢٤٣ ، والدرر ٣ / ٦٩ ، ولأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ٣٠ ، والكتاب ١ / ٣٢٦ ، ولسان العرب (سبح) ، (جمد) ، (جود) ، ومعجم ما استعجم ص ٣٩١ ، ولزيد بن عمرو بن نفيل فى شرح أبيات سيبويه ١ / ١٩٤ ، وبلا نسبة فى شرح المفصل ١ / ٣٧ ، ١٢٠ ، ٤ / ٣٦ ، والمقتضب ٣ / ٢١٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٠.
(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٩٣ ، وأساس البلاغة ص ٢٠٠ ، (سبح) ، والأشباه والنظائر ٢ / ١٠٩ ، وجمهرة اللغة ص ٢٧٨ ، وخزانة الأدب ١ / ١٨٥ ، ٧ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٣٨ ، والخصائص ٢ / ٤٣٥ ، والدرر ٣ / ٧٠ وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٧ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٠٥ ، وشرح المفصل ١ / ٣٧ ، ١٢٠ ، والكتاب ١ / ٣٢٤ ، ولسان العرب (سبح) ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٣ / ٣٨٨ ، ٦ / ٢٨٦ ، والخصائص ٢ / ١٩٧ ، ٣ / ٢٣ ، والدرر ٥ / ٤٢ ، ومجالس ثعلب ١ / ٢٦١ ، والمقتضب ٣ / ٢١٨ ، والمقرب ١ / ١٤٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٠ ، ٢ / ٥٢.
(٣) قال ابن الشجرى : وإنما ترك التنوين فى (سبحان) وترك صرفه ـ يعنى فى بيت الأعشى ـ لأنه صار عندهم معرفة. ينظر : الأمالى (٢ / ١٠٧).
(٤) قال الزمخشرى : وقد أجروا المعانى فى ذلك مجرى الأعيان فسموا التسبيح بسبحان ...
ينظر : شرح المفصل (١ / ٣٧).
(٥) تقدم قريبا.
(٦) ينظر : الأمالى (٢ / ١٠٨).