وقال آخر فى «بعد» : [من الطويل]
ونحن قتلنا الأسد أسد خفيّة |
|
فما شربوا بعدا على لذّة خمرا (١) |
وإنما أعربت هذه الأسماء فى تنكيرها ؛ لأنها فى تنكيرها لم تخالف النظائر ، وهى فى تعريفها مقطوعة عن الإضافة مخالفة للنظائر ؛ لأن المعتاد فيما عرف بالإضافة كون إضافته صريحة ؛ فينضم ذلك إلى ما فيها من شبه الحرف السابق بيانه ، فيتكمل موجب البناء.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن «قبلا» فى قوله :
... وكنت «قبلا» |
|
... |
معرفة بنية الإضافة ؛ إلا أنه أعرب ؛ لأنه جعل ما لحقه من التنوين عوضا من اللفظ بالمضاف إليه ؛ فعومل «قبل» مع التنوين ؛ لكونه عوضا من المضاف إليه بما يعامل به مع المضاف إليه ؛ كما فعل بـ «كلّ» حين قطع عن الإضافة ، ولحقه التنوين عوضا وهذا عندى قول حسن.
وحكى أبو على : «ابدأ بذا من أوّل». بالضم على البناء. وبالفتح على الإعراب ، ومنع الصرف للوصفية ووزن الفعل. وبالخفض على تقدير ثبوت المضاف إليه ؛ كما أثبت الألف من قال : [من الرجز]
خالط من سلمى خياشيم وفا (٢)
وإلى الأوجه الثلاثة أشرت بقولى :
ذو الضّمّ مبنى ، وغير منصرف |
|
ذو الفتح والمكسور ناويا أضف |
__________________
ـ النحاة ص ٥٢٧ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥٠٥ ، ٥١٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٩٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢١ ، وشرح المفصل ٤ / ٨٨ ، ولسان العرب (حمم) ، وتاج العروس (حمم) ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٠ ، ويروى «الفرات» مكان «الحميم».
(١) البيت بلا نسبة فى إصلاح المنطق ص ١٤٦ ، وأوضح المسالك ٣ / ١٥٨ ، وخزانة ٦ / ٥٠١ ، والدرر ٣ / ١٠٩ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٠ ، وشرح شذور الذهب ١٣٧ ، ولسان العرب (بعد) ، (خفى) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٣٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٠٩ ، ٢١٠.
(٢) تقدم تخريج هذا البيت.