على ذكور أمّتى» (١) أراد : إن استعمال هذين ؛ فحذف «الاستعمال» ، وأقام «هذين» مقامه ؛ فأفرد الخبر.
ومنه قوله ـ تعالى ـ : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ) [الكهف : ٥٩] أى : أهل القرى ؛ فحذف «الأهل» ، وأقيمت «القرى» مقامهم ؛ فعاد إليها ضمير الذكور العقلاء ؛ كما كان يعود إلى الأهل.
ومثل هذا :
... |
|
«دارنا نأوا» ... |
أى : أهل دارنا نأوا.
ومن ذلك قيام المعرفة المضاف إليها «مثل» مقامه فى الحالية ، والتركيب مع «لا» :
فالحالية كقولهم : «تفرقوا أيادى سبأ (٢)» أى : مثل أيادى سبأ ؛ فحذف «مثل» وخلفه «أيادى سبأ» فى الحالية ، والحالية لا تصح لغير نكرة.
والتركيب مع «لا» كقوله ـ عليهالسلام ـ : «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده» ، وفيه بحث مستوفى فى باب «لا».
وقد يضاف إلى مضاف فيحذف الأول والثانى ، ويبقى الثالث. كقوله ـ تعالى ـ : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة : ٨٢] أى : وتجعلون بدل شكر رزقكم تكذيبكم.
وكذا قوله ـ تعالى ـ : (تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) [الأحزاب : ١٩]
__________________
(١) أخرجه أحمد (١ / ١١٥) ، وعبد بن حميد (٨٠) ، وأبو داود (٤ / ٥٠) : كتاب اللباس : باب فى الحرير للنساء ، (٤٠٥٧) ، والنسائى (٨ / ١٦٠) : كتاب الزينة : باب تحريم الذهب على الرجال ، وابن ماجه (٢ / ١١٨٩) : كتاب اللباس : باب لبس الحرير والذهب للنساء ، (٣٥٩٥). وأبو يعلى (٢٧٢) ، والطحاوى فى شرح معانى الآثار (٤ / ٢٥٠) ، وابن حبان (٥٤٣٤) ، والبيهقى (٢ / ٤٢٥) من حديث على بن أبى طالب قال : «أخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم حريرا بشماله ، وذهبا بيمينه ، ثم رفع بهما يديه ، فقال : إن هذين حرام على ذكور أمتى ، حلّ لإناثهم».
(٢) سبأ : أبو حى عظيم ، من القحطانة ، وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
ينظر : تفسير الطبرى (٢ / ٥٢) ، لسان العرب لابن منظور (سبأ) ، الصحاح للجوهرى (١ / ١٣) ، تاريخ أبى الفداء (١ / ١٠٥) ، تحفة ذوى الأرب لابن خطيب الدهشة (ص ٦٢٠) ، البداية والنهاية لابن كثير (٢ / ١٦١).