وقد يفعل هذا دون عطف :
فمن ذلك ما حكى الكسائى (١) من قول بعض العرب : «أفوق تنام أم أسفل» ـ بالنصب ـ على تقدير وجود المضاف إليه ، كأنه قال : أفوق هذا تنام أم أسفل منه.
ومثله قول الشاعر : [من الطويل]
ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة |
|
فما عطفت مولى عليه العواطف (٢) |
وقد جعل الأخفش من هذا القبيل قولهم : «لا غير» ؛ فزعم أن ضمة الراء ضمة إعراب.
وليس ما ذهب إليه ببعيد إذا كان قبله مرفوع.
ومن هذا القبيل قول الراجز : [من الرجز]
خالط من سلمى خياشيم وفا (٣)
وقد ذكروا من هذا القبيل قراءة ابن محيصن (٤) : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ٣٨] على تقدير : فلا خوف شىء عليهم.
(ص)
وظرف او شبيهه قد يفصل |
|
جزأى إضافة وقد يستعمل |
فصلان فى اضطرار بعض الشّعرا |
|
وفى اختيار قد أضافوا المصدرا |
لفاعل من بعد مفعول حجز |
|
كقول بعض القائلين للرّجز |
(يفرك حبّ السّنبل الكنافج |
|
فى القاع فرك القطن المحالج) |
وعمدتى قراءة ابن عامر |
|
وكم لها من عاضد وناصر (٥) |
ومثل ذا مع اسم مفعول ورد |
|
كـ (مخلف الوعد محقّ ذو نكد) |
__________________
(١) قال ابن جنى : وحكى الكسائى : أفوق تنام أم أسفل ؛ حذف المضاف ولم يبن. ينظر :
الخصائص (٢ / ٣٦٧).
(٢) تقدم تخريج هذا البيت.
(٣) تقدم تخريج هذا البيت.
(٤) هو محمد (ويقال : عمر) بن عبد الرحمن بن محيصن السهمى ، بالولاء ، أبو حفص المكى ، مقرئ أهل مكة بعد ابن كثير ، وأعلم قرائها بالعربية ، انفرد بحروف خالف فيها المصحف ، فترك الناس قراءته ، ولم يلحقوها بالقراءات المشهورة ، وكان لا بأس به فى الحديث. مات سنة ١٢٣ ه.
ينظر : الأعلام (٦ / ١٨٩) ، طبقات القراء (٢ / ١٦٧) ، تقريب التهذيب ت (٤٩٧٢).
(٥) زاد فى أ:
وفصل تابع وفاعل ندر |
|
فى الشعر والفصل بـ (إما) مغتفر |