فعلم بهذا أن قراءة ابن عامر ـ رحمهالله ـ غير منافية لقياس العربية.
على أنها لو كانت منافية له لوجب قبولها لصحة نقلها ؛ كما قبلت فى أشياء تنافى القياس بالنقل ، وإن لم تساو صحتها صحة القراءة المذكورة ولا قاربتها : كقولهم «استحوذ» وقياسه : «استحاذ».
وكقولهم : «بنات ألببه» وقياسه : «ألبّه». وكقولهم : «هذا جحر ضبّ خرب» وقياسه : «خرب».
وكقولهم : «لدن غدوة» ـ بالنصب ـ وقياسه : الجر.
وأمثال ذلك كثيرة.
ومثل ما تضمنته قراءة ابن عامر ؛ قول الطرماح : [من الطويل]
يطفن بحوزى المراتع لم ترع |
|
بواديه من قرع القسى الكنائن (١) |
وأنشد الأخفش : [من مجزوء الكامل]
فزججته بمزجّة |
|
زجّ القلوص أبى مزاده (٢) |
وأنشد الأزهري (٣) لأبى جندل الطهوي (٤) فى صفة جراد : [من الرجز]
يفرك حبّ السّنبل الكنافج |
|
بالقاع فرك القطن المحالج (٥) |
__________________
(١) البيت فى ديوانه ص ٤٨٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٤ ، ولسان العرب (حوز) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٦٢ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ٢ / ٤٢٩ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤١٨ ، والخصائص ٢ / ٤٠٦.
(٢) البيت بلا نسبة فى الإنصاف ٢ / ٤٢٧ ، وتخليص الشواهد ص ٨٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، والخصائص ٢ / ٤٠٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٢٧ ، وشرح المفصل ٣ / ١٨٩ ، والكتاب ١ / ١٧٦ ، ومجالس ثعلب ص ١٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٦٨ ، والمقرب ١ / ٥٤.
(٣) هو محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح الأزهرى اللغوى الهروى الشافعى أبو منصور ، كان رأسا فى اللغة ، أخذ عن الهروى صاحب الغريبين ، وعن الربيع بن سليمان ، وابن السراج ، ونفطويه ، من تصانيفه : التهذيب فى اللغة ، تفسير ألفاظ مختصر المزنى ، الأدوات ، وغيرها. مات سنة ٣٧٠ ه.
ينظر : بغية الوعاة (١ / ١٩ ـ ٢٠).
(٤) هو جندل بن المثنى الطهوى ، شاعر راجز ، كان معاصرا للراعى ، وكان يهاجيه ، نسبته إلى طهية ، وهى جدته ، مات نحو سنة ٩٠ ه.
ينظر : الأعلام (٢ / ١٤٠).
(٥) الرجز فى لسان العرب (جنبح) ، (جندج) ، (كفنج) ، ولأبى جندل الطهوى فى شرح عمدة ـ