أراد : من ابن أبى طالب شيخ الأباطح ؛ فوصف المضاف قبل ذكر المضاف إليه.
ومثال الفصل بالفاعل ؛ قول الشاعر : [من المنسرح]
أنجب أيّام والداه به |
|
إذ ولداه فنعم ما ولدا (١) |
أراد : أنجب والداه به أيام إذ ولداه.
وزعم السيرافى : أن قول الشاعر : [من الطويل]
تمرّ على ما يستمرّ وقد شفت |
|
غلائل عبد القيس منها صدورها (٢) |
قد فصل فيه «عبد القيس» ـ وهو فاعل «شفت» ـ بين «غلائل» و «صدورها» وهما مضاف ومضاف إليه.
وهذا الذى قاله جائز غير متعين ؛ لاحتمال جعل «غلائل» غير مضاف ؛ إلا أن تنوينه ساقط ؛ لكونه ممنوع الصرف ، وانجرار «صدورها» ؛ لأنه بدل من الضمير فى قوله : «منها»
وعلى الجملة لا يستعمل الفصل بما ليس معمولا للمضاف كـ «والداه» و «عبد القيس» ، ويسهل إذا كان بمعمول المضاف ، فإن كان منصوبا ، أو مجرورا جاز بغير ضعف ولم يخص بالشعر ؛ كقراءة ابن عامر ، وقول النبى صلىاللهعليهوسلم : «هل أنتم تاركو لى صاحبى؟!» (٣) ؛ لأن كونه معمولا للمضاف يزيل أجنبيته.
__________________
(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٢٨٥ ، والدرر ٥ / ٤٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٨ ، ولسان العرب (نجل) ، والمحتسب ١ / ١٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٧ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١٨٦ ، وشرح الأشمونى ١ / ٣٢٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٤ ، ولسان العرب (نجب) ، ومجالس ثعلب ص ٩٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣ ، ويروى العجز هكذا : إذا نجلاه فنعم ما نجلا.
(٢) البيت بلا نسبة فى الإنصاف ٢ / ٤٢٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤١٣ ، ٤١٨.
(٣) أخرجه البخارى (٧ / ٣٦٦) : كتاب فضائل أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم (٣٦٦١) ، و (٩ / ١٩٣) : كتاب التفسير : باب (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) (٤٦٤٠) ، والبيهقى (١٠ / ٢٣٦) من حديث أبى الدرداء عن النبى صلىاللهعليهوسلم فى فضل أبى بكر وفيه : «إن الله بعثنى إليكم ، فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواسانى بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لى صاحبى؟ مرتين» فما أوذى بعدها.
ووقع فى رواية عند البخارى ، والبيهقى : تاركون لى «صاحبى».
قال الحافظ فى الفتح (٧ / ٣٧٦) : قوله : «تاركو لى صاحبى» : فى التفسير [أى كتاب التفسير من صحيح البخارى] : «تاركون لى صاحبى» وهى الموجهة ، حتى قال أبو البقاء : إن حذف النون من خطأ الرواة ؛ لأن الكلمة ليست مضافة ولا فيها ألف ولام ، وإنما