وكونه غير مرفوع ولا فى حكم مرفوع يسوغ فيه تأخيره.
فإن كان معمولا للمضاف وهو مرفوع فالفصل به أسهل من الفصل بمعمول لغير المضاف.
ومثله قول الراجز : [من الرجز]
ما إن وجدنا للهوى من طبّ |
|
ولا عدمنا قهر ـ وجد ـ صبّ (١) |
يريد : قهر صب وجد. فهذا أسهل من «أنجب أيّام والداه» ؛ لما ذكرت لك.
الفصل بالنداء كقول الراجز : [من الرجز]
كأنّ برذون أبا عصام |
|
زيد حمار دقّ باللّجام (٢) |
أراد : كأن برذون زيد يا أبا عصام حمار دق باللجام.
أراد : كأن برذون زيد يا أبا عصام حمار دق باللجام.
وسمع الكسائى : «هذا غلام والله زيد».
وسمع أبو عبيدة : «إنّ الشّاة لتجترّ فتسمع صوت والله ربّها»
ومن الفصل بـ «إمّا» قول الشاعر : [من الطويل]
هما خطّتا إمّا إسار ومنّة |
|
وإمّا دم والقتل بالحرّ أجدر (٣) |
__________________
يجوز الحذف فى هذين الموضعين.
ووجّهها غيره بوجهين : أحدهما : أن يكون «صاحبى» مضافا ، وفصل بين المضاف إليه بالجار والمجرور عناية بتقديم لفظ الإضافة ، وفى ذلك جمع بين إضافتين إلى نفسه تعظيما للصديق. ونظيره قراءة ابن عامر : وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم بنصب أولادهم وخفض شركائهم وفصل بين المضافين بالمفعول.
والثانى : أن يكون استطال الكلام ، فحذف النون كما يحذف من الموصول المطول.
ومنه ما ذكروه فى قوله تعالى : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا). ا. ه.
(١) الرجز بلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١٩٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٢٩ ، والدرر ٥ / ٤٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٨٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣.
(٢) الرجز بلا نسبة فى الخصائص ٢ / ٤٠٤ ، والدرر ٥ / ٤٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٢٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٠٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٨٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣.
(٣) البيت لتأبط شرا فى ديوانه ص ٨٩ ، وجواهر الأدب ص ١٥٤ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٩٩ ، ٥٠٠ ، ٥٠٣ ، والدرر ١ / ١٤٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٧٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٧٥ ، ولسان العرب (خطط) ، والمقاصد النحوية ـ