فيمن رواه بالجر ، ويروى بالرفع على حذف النون للضرورة.
(ص)
وماله أضفت ماله عمل |
|
قبل مضاف واغتفر ذاك العمل |
إنّ المضاف كان (غيرا) نافيا |
|
ك (عنك غير راض ابن عاديا) |
(ش) المضاف إلى الشيء مكمّل بما أضيف إليه تكميل الموصول بصلته ، والصلة لا تعمل فى الموصول ، ولا فيما قبله فكذا المضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، ولا فيما قبله.
فلا يجوز فى نحو : «أنا مثل ضارب زيدا» أن يقدم «زيد» على «مثل». فإن كان المضاف «غيرا» وقصد بها النفى جاز أن يتقدم عليها معمول ما أضيفت إليه ؛ كما يتقدم معمول المنفى بـ «لا» ؛ فأجازوا : «أنا زيدا غير ضارب» ؛ كما يقال : «أنا زيدا لا أضرب» ، ومنه قول الشاعر : [من البسيط]
إنّ امرأ خصّنى عمدا مودّته |
|
على التّنائى لعندى غير مكفور (١) |
فقدم «عندى» وهو معمول «مكفور» مع إضافة «غير» إليه ؛ لأنها دالة على نفى ؛ فكأنه قال : لعندى لا يكفر. ومنه قوله ـ تعالى ـ (عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [المدثر : ١٠].
فإن لم يقصد بـ «غير» نفى لم يتقدم عليه معمول ما أضيف إليه ؛ فلا يجوز فى قولك : «قاموا غير ضارب زيدا» : «قاموا زيدا غير ضارب» ؛ لعدم قصد النفى بـ «غير». والله أعلم.
__________________
ـ ٣ / ٤٨٦ ، وبلا نسبة فى الخصائص ٢ / ٤٠٥ ، ورصف المبانى ص ٣٤٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٢٨ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٤٣ ، والممتع فى التصريف ٢ / ٥٢٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٩ ٢ / ٥٢.
(١) البيت لأبى زبيد ، وهو لأبى زبيد الطائى فى الدرر ٢ / ١٨٣ ، ٥ / ١٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٧٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٣٢ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٥٣ ، والكتاب ٢ / ١٣٤ ، ولسان العرب (خصص) ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ٤٠٤ ، ورصف المبانى ص ١٢١ ، ٢٣٤ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٢٣ ، وشرح المفصل ٨ / ٦٥ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٧٦.