ثم بينت أن ياء المتكلم بعد ما سلم من الحروف تسكن وتفتح. والمراد بـ :
... ما سلم |
|
... |
ما ليس حرف علة متحركا ما قبله.
فإن كان حرف العلة ساكنا ما قبله فهو مما سلم ؛ فلا فرق بين قولك «ثوبى» ، وبين قولك «ظبيى» و «صبيّى» و «صنوى» و «فلوّى».
فياء المتكلم فى هذا ونحوه : إما ساكنة ، وإما مفتوحة. وقد تحذف. وقد يفتح ما وليته فتنقلب ألفا. وربما حذفت الألف ويبقى فتح ما قبلها دليلا عليها.
فمثال حذف الياء ؛ لدلالة الكسرة عليها ؛ قول الشاعر : [من البسيط]
خليل أملك منّى للّذى كسبت |
|
يدى وما لى فيما يقتنى طمع (١) |
ومثال انقلابها ألفا قول الشاعر : [من الوافر]
أطوّف ما أطوّف ثمّ آوى |
|
إلى أمّا ويروينى النّقيع (٢) |
ومثال حذف الألف والاكتفاء بدلالة الفتحة عليها. قول الشاعر : [من الوافر]
ولست بمدرك ما فات منّى |
|
ب «لهف» ولا بـ «ليت» ولا «لوانّى» (٣) |
وفتح ياء المتكلم المدغم فيها ؛ هو الفصيح الشائع فى الاستعمال.
وكسرها لغة قليلة حكاها أبو عمرو بن العلاء ، والفراء (٤) ، وقطرب (٥).
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣٣٢.
(٢) البيت لنفيع (أو لنقيع) بن جرموز فى المؤتلف والمختلف ص ١٩٥ ، ونوادر أبى زيد ص ١٩ ، وبلا نسبة فى الدرر ٥ / ٤٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥١٢ ، ولسان العرب ، (نقع) ، والمقاصد النحوية النحوية ٤ / ٢٤٧ ، والمقرب ١ / ٢١٧ ، ٢ / ٢٠٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣.
(٣) البيت بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٦٣ ، ١٩٧ ، والإنصاف ١ / ٣٩٠ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٧ ، وخزانة الأدب ١ / ١٣١ ، والخصائص ٣ / ١٣٥ ، ورصف المبانى ص ٢٨٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٥٢١ ، ٢ / ٧٢٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٢١ ، وشرح قطر الندى ص ٢٠٥ ، ولسان العرب (لهف) ، والمحتسب ١ / ٢٧٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٨ ن والمقرب ١ / ١٨١ ، ٢ / ٢٠١ ، والممتع فى التصريف ٢ / ٦٢٢.
(٤) ينظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٧٥).
(٥) هو محمد بن المستنير ، أبو على النحوى ، المعروف بقطرب ، لازم سيبويه ، وأخذ عن عيسى بن عمر ، من تصانيفه : المثلث ، النوادر ، العلل فى النحو ، الأضداد ، إعراب القرآن ، المصنف الغريب فى اللغة. مات سنة ٢٠٦ ه.
ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣).