وأنشد أبو على فى التذكرة شاهدا على إعمال المحدود ؛ قول الشاعر : [من الطويل]
يحايى به الجلد الّذى هو حازم |
|
بضربة كفّيه الملا نفس راكب (١) |
فنصب «نفس راكب» بـ «يحايى» ومعناه : يحيى ونصب «الملا» بـ «ضربة كفّيه».
ومراد قائل البيت : وصف مسافر معه ماء فتيمم ، وأحيا بالماء نفس راكب كاد يموت عطشا.
ومن كلام العرب : «تركته بملاحس البقر أولادها» ؛ فأعمل «ملاحس» وهو جمع ملحس بمعنى : لحس ؛ ومثله قول الشاعر : [من البسيط]
قد جرّبوه فما زادت تجاربهم |
|
أبا قدامة إلّا المجد والفنعا (٢) |
وإلى هذا وأشباهه أشرت بقولى :
وربّ محدود ومجموع عمل |
|
... |
والله أعلم.
(ص)
وبعد جرّه الّذى أضيف له |
|
كمّل برفع أو بنصب عمله |
ك (بذل مجهود مقلّ زين) |
|
و (منع ذى غنى حقوقا شين) |
وإن تضف للظّرف فارفع وانصبا |
|
ك (حبّ يوم عاقل لهوا صبا) |
(ش) قد تقدم أن المصدر العامل يرد مضافا ، ومنونا ، وبالألف واللام.
فنبهت الآن على أنه إن أضيف إلى مفعول رفع ما بعده بحق الفاعلية كقولك : «بذل مجهود مقلّ زين».
وإن أضيف إلى فاعل نصب ما بعده بحق المفعولية كقولك : «منع ذى غنى حقوقا شين».
وقد يضاف إلى الظرف توسعا ؛ فيعمل فيما بعده الرفع والنصب ؛ كقولك : «حبّ
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى حاشية يس ٢ / ٦٢ ، والدرر ٥ / ٢٤٣ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٥ ، وشرح قطر الندى ص ٢٦٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٢٧.
(٢) الفنع : الكرم. (المقاييس ـ فنع).
البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٥٩ ، وتذكرة النحاة ص ٤٦٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٩٤ ، ولسان العرب (جرب) ، (فنع) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٣٩٤ ، والخصائص ٢ / ٢٠٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٥.