شم مهاوين أبدان الجزور مخا |
|
ميص العشيّات لا خور ولا قزم (١) |
فنصب «أبدان الجزور» بـ «مهاوين» وهو جمع «مهوان» وهو الكثير الإهانة للمال.
وصرح سيبويه بجواز إعمال «فعيل» و «فعل» ثم قال : «و «فعل» أقل من «فعيل» «بكثير» ، ثم قال : ومنه قول ساعدة بن جؤية (٢) : [من البسيط]
حتّى شآها (٣) كليل (٤) موهنا عمل |
|
باتت طرابا وبات اللّيل لم ينم (٥) |
قال أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمرى (٦) :
قال النحويون : هذا غلط من سيبويه. وذلك أن ال «كليل» هو البرق الضعيف ، وفعله لا يتعدى.
وال «موهن» : الساعة من الليل ؛ فهو منتصب على الظرف.
واعتذر لسيبويه بأن «كليلا» بمعنى «مكلّ» ؛ كأنه قال : هذا البرق يكل الوقت بدوامه عليه ، كما يقال : أتعبت يومك ونحو ذلك من المجاز.
قال المصنف (٧) ـ رحمهالله ـ : وهذا عندى تكلف لا حاجة إليه.
__________________
(١) البيت للكميت بن زيد فى ديوانه ٢ / ٢١٠٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٥٠ ، وللكميت فى شرح المفصل ٦ / ٧٤ ، ٧٦ ، والكتاب ١ / ١١٤ ، ولسان العرب (هون) ، وللكميت بن معروف فى المقاصد النحوية ٣ / ٥٦٩ ، ولابن مقبل فى شرح أبيات سيبويه ١ / ٢١٥ ، وللكميت بن زيد أو للكميت بن معروف فى ديوانه ص ١٩٩ أو لابن مقبل فى الدرر ٥ / ٢٧٥ ، ولتميم العجلانى فى شرح عمدة الحافظ ص ٦٨٣ ، وبلا نسبة فى أمالى ابن الحاجب ١ / ٣٩٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩٧
(٢) هو ساعدة بن جؤية الهذلى ، من بنى كعب بن كامل ، من سعد هذيل ، شاعر ، من مخضرمى الجاهلية والإسلام ، أسلم ، وليست له صحبة. قال الآمدى : شعره محشو بالغريب والمعانى الغامضة ، له ديوان شعر.
ينظر : الأعلام (٣ / ٧٠). خزانة الأدب (١ / ٤٧٦).
(٣) الشأو : السبق. (المقاييس ـ شأو).
(٤) الكليل : برق أضعفه بعد المسافة. (اللسان ـ كلل).
(٥) البيت فى خزانة الأدب ٨ / ١٥٥ ، ١٥٨ ، ١٦٤ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١١٢٩ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٢ ، ٧٣ ، والكتاب ١ / ١١٤ ، ولسان العرب ، (عمل) ، (شأى) ، والمنصف ٣ / ٧٦ ، وللهذلى فى لسان العرب (طرب) ، (أنق) ، وبلا نسبة فى مغنى اللبيب ٢ / ٤٣٥ ، والمقتضب ٢ / ١١٥ ، والمقرب ١ / ١٢٨.
(٦) هو يوسف بن سليمان بن عيسى النحوى الشنتمرى ، المعروف بالأعلم ، كان عالما بالعربية واللغة ومعانى الأشعار ، حافظا لها ، حسن الضبط لها ، مشهورا بإتقانها ، مات سنة ٤٧٦ ه.
ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٣٥٦) ، الأعلام (٨ / ٢٣٣).
(٧) فى ط : قال محمد.