والحجة فى جوازه القياس على نعت المجرور بالمصدر ، فإن حمله على المحل ثابت كقول الشاعر : [من الكامل]
حتّى تهجّر فى الرّواح وهاجه |
|
طلب المعقّب حقّه المظلوم (١) |
ف «المظلوم» صفة لـ «المعقّب» ؛ لأنه فاعل فى المعنى فتبعته الصفة باعتبار المعنى.
وكما جاز فى صفة المجرور بإضافة المصدر الحمل على المعنى كذلك يجوز أن تحمل صفة المجرور باسم الفاعل على المعنى فيقال : «هذا مكرم ابنك الكبير ، ومهين غلامك الحبشى».
بل اسم الفاعل أولى بذلك ؛ لأن إضافته وهو بمعنى الحال أو الاستقبال فى نية الانفصال.
ولأنه أمكن فى عمل الفعل من المصدر ، ولذا يعمل مضمرا ، ومؤخرا بخلاف المصدر.
ومثل : [من الكامل]
... |
|
طلب المعقّب حقّه المظلوم |
قول الآخر : [من البسيط]
السّالك الثّغرة اليقظان سالكها |
|
مشى الهلوك عليها الخيعل الفضل (٢) |
الخيعل : قميص بلا كمين. والفضل : اللابسة ثوب المهنة والخلوة. والهلوك : المتثنية عجبا. وهو مجرور اللفظ بالإضافة ، مرفوع الموضع بالفاعلية. فرفع «الفضل» حملا على الموضع.
وفى هذا دلالة على أن المعطوف باعتبار الموضع مستغن عن تقدير عامل ؛ لأن
__________________
(١) البيت للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ١٢٨ ، والإنصاف ١ / ٢٣٢ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢٤٢ ، ٢٤٥ ، ٨ / ١٣٤ ، والدرر ٦ / ١١٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٥ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٣٣ ، وشرح المفصل ٦ / ٦٦ ، ولسان العرب (عقب) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥١٢ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٢١٤ ، وجمهرة اللغة ص ٣٦٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٣٤ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٤١٧ ، وشرح المفصل ٢ / ٤٢ ، ٤٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٤٥.
(٢) تقدم تخريج هذا البيت.