وكقول الآخر : [من الطويل]
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها |
|
وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا (١) |
وكقول الآخر : [من الطويل]
فصدّت وقالت بل تريد فضيحتى |
|
وأحبب إلى قلبى بها متغضّبا (٢) |
[وكقول الآخر : من الطويل]
خليلى ما أحرى بذى اللّبّ أن يرى |
|
صبورا ، ولكن لا سبيل إلى الصّبر (٣) |
ومن كلام عمرو بن معد يكرب (٤) : «ما أحسن فى الهيجاء لقاءها ، وأكثر فى اللّزبات (٥) عطاءها».
قال الشيخ أبو على الشلوبين ـ رحمهالله ـ : «حكى الصيمرى (٦) أن مذهب سيبويه منع الفصل بالظرف بين فعل التعجب ومعموله (٧) والصواب أن ذلك جائز ، وهو المشهور والمنصور» ، هكذا قال الأستاذ أبو على ، وهو المنتهى فى المعرفة بهذا الفن نقلا وفهما.
وقال السيرافى فى قول سيبويه : «ولا تزيل شيئا عن موضعه» : إنما أراد أنك تقدم «ما» وتوليها الفعل ، ويكون الاسم المتعجب منه بعد الفعل ، ولم يتعرض للفصل بين الفعل والمتعجب منه بعد الفعل ، ولم يتعرض للفصل بين الفعل والمتعجب منه.
__________________
(١) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٨٣ ، وتذكرة النحاة ص ٢٩٢ ، وحماسة البحترى ص ١٢٠ ، وشرح التصريح ٢ / ٩٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٤٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٥٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٢٦٣ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٦٩.
(٢) البيت لعمر بن أبى ربيعة فى ديوانه ص ٦٧ ، وينظر شرح التسهيل ٣ / ٤١.
(٣) البيت بلا نسبة فى الدرر ٥ / ٢٤٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٦٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٦٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٩١.
(٤) هو عمرو بن معد يكرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدى ، فارس اليمن ، أسلم سنة ٩ ه ، وشهد اليرموك ، وذهبت فيها إحدى عينيه ، وشهد القادسية ، وكان مشهورا بشجاعته ، وإقدامه. له شعر جيد ، جمع فى ديوان ، مات سنة ٢١ ه.
ينظر : الإصابة ت (٥٩٨٤) ، الأعلام (٥ / ٨٦) ، طبقات ابن سعد (٥ / ٣٨٣).
(٥) اللّزبة : السنة الشديدة. (المقاييس ـ لزب).
(٦) هو عبد الله بن على بن إسحاق الصيمرى النحوى ، أكثر أبو حيان من النقل عنه ، وله كتاب التبصرة فى النحو ، كتاب جليل أكثر ما يشتغل به أهل المغرب. ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٤٩).
(٧) ينظر : الكتاب (١ / ٧٣).