ومن ذلك قول الشاعر : [من الطويل]
ولم أر مثل الحى حيّا مصبّحا |
|
ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا |
أكرّ وأحمى للحقيقة منهم |
|
وأضرب منّا بالسّيوف القوانسا (١) |
فنصب «القوانس» بفعل مفسر بـ «أضرب».
(ص)
ونحو (أهون) مفيد (هيّنا) |
|
قيسا عليه ابن يزيد استحسنا |
وما بلام جرّ بعد (أفعلا) |
|
فاجعله مفعولا وأمّا مع (إلى) |
ففاعل بشرط معنى حبّ او |
|
بغض وفى تعجّب هذا اقتفوا |
وما يفيد العلم بالبا عدّيا |
|
فى الموضعين كـ (العلا أدرى بيا) |
وفيهما يستصحبون حرف جرّ |
|
كان به الفعل معدّى نحو (كرّ) |
(ش) استعمال أفعل غير مقصود به تفضيل كثير ؛ ومنه قوله ـ تعالى ـ : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ) [الإسراء : ٢٥] ، وقوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم : ٣٧] أى : عالم بما فى نفوسكم ، وهين عليه
ومنه قولهم : «النّاقص (٢) والأشجّ (٣) أعدلا بنى مروان» (٤) أى : عادلاهم.
__________________
(١) البيتان للعباس بن مرداس فى ديوانه ص ٦٩ ، وينظر الأصمعيات ص ٢٠٥ ، وحماسة البحترى ص ٤٨ ، وخزانة الأدب ٨ / ٣١٩ ، ٣٢١ ، وشرح التصريح ١ / ٣٣٩ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٤٤١ ، ١٧٠٠ ، ولسان العرب (قنس) ، ونوادر أبى زيد ص ٥٩ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٣٤٤ ، ٤ / ٧٩ ، وأمالى ابن الحاجب ١ / ٤٦٠ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢٩١ ، ومغنى اللبيب ص ٢ / ٦١٨.
(٢) هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ، ولقب بالناقص. لأن سلفه الوليد بن يزيد كان قد زاد فى أعطيات الجند ، فلما ولى يزيد نقص الزيادة. كان من أهل الورع والصلاح. مات سنة ١٢٦ ه.
ينظر : الأعلام (٨ / ١٩٠ ـ ١٩١) ، تاريخ الإسلام للذهبى (٥ / ١٨٨).
(٣) هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموى القرشى ، أبو حفص الخليفة الصالح والملك العادل ، قيل له : خامس الخلفاء الراشدين ، تشبيها له بهم ، سمى «أشج بنى أمية» ، لأن دابة رمته وهو غلام فشجته ، وكان بجهته أثر الشجة. مات سنة ١٠١ ه.
ينظر : الأعلام (٥ / ٥٠) ، سير أعلام النبلاء (٥ / ١١٤) ، صفة الصفوة (٢ / ٦٣).
(٤) مروان بن الحكم : بطن من بنى أمية ، من قريش ، من العدنانية. منهم العائلة المالكة فى الدولة الأموية ، ومنهم جماعة كانت تقطن فى صعيد مصر ، ومن منازلها فى الشام «دابق» إحدى قرى حلب. ـ