ورأى محمد بن يزيد المبرد اطراد هذا قياسا فإلى هذا أشرت بقولى :
ونحو «أهون» مفيد «هيّنا» |
|
قيسا عليه ابن يزيد استحسنا |
والقيس والقياس : مصدرا «قاس».
ثم نبهت على تعدية أفعل التفضيل بحروف الجر ، وجملة القول فى ذلك :
أن أفعل التفضيل إن كان من متعد بنفسه دال على حب أو بغض عدى باللام إلى ما هو مفعول فى المعنى ، وب «إلى» إلى ما هو فاعل فى المعنى كقولك : «المؤمن أحبّ لله من نفسه ، وهو أحبّ إلى الله من غيره».
وإن كان من متعد بنفسه دال على علم (١) عدى بالباء نحو : «زيد أعرف بى ، وأنا أدرى به»
وإن كان من متعد بنفسه غير ما تقدم عدى باللام نحو : «هو أطلب للثّأر ، وأنفع للجار».
وإن كان من متعد بحرف جر عدى به لا بغيره نحو : «هو أزهد فى الدّنيا ، وأسرع إلى الخير ، وأبعد من الإثم ، وأحرص على الحمد ، وأجدر بالحلم ، وأصد عن الخنا».
ولفعل التعجب من هذا الاستعمال ما لأفعل التفضيل نحو : «ما أحبّ المؤمن لله ، وأحبّه إلى الله ، وما أعرفه بنفسه ، وأقطعه للعوائق ، وأغضّه لطرفه وأزهده فى الدّنيا ، وأسرعه إلى الخير ، وأحرصه عليه ، وأجدره به» ـ والله أعلم ـ.
__________________
ـ ينظر : تاريخ الطبرى (٧ / ٣٨ ، ١٧٧ ، ١٧٩ ، ١٨٠) ، (٨ / ١٦ ، ٢٢٧) ، (٩ / ٨٥) ، معجم البلدان لياقوت (٢ / ٥١٣) ، البيان والإعراب للمقريزى (ص ٤٧).
(١) فى أ: على علم غير ما تقدم.