المشتق الموصوف به : ما دل على فاعل ، أو مفعول به متضمنا معنى «فعل» وحروفه.
والمراد بشبه المشتق : ما أقيم مقامه من الأسماء العارية من الاشتقاق ؛ كاسم الإشارة ، و «ذى» بمعنى : صاحب أو بمعنى الذى.
وقد عممت ذلك بقولى :
وكلّ ما أوّل بالمشتقّ من |
|
سواه إن ينعت به فهو قمن |
ثم أشرت إلى أن «كلّا» و «حقّا» و «جدّا» ينعت بها دالة على معنى «كامل» ؛ بشرط إضافتها إلى مثل المنعوت بها لفظا ومعنى كقولك : «زيد الرّجل كلّ الرّجل ، والعالم حقّ العالم ، والكريم جدّ الكريم».
وللاسم المنسوب إليه مزية على غيره من الجارى مجرى المشتق ؛ لكثرة الحاجة إليه فى المفرد ، والمثنى ، والمجموع ، والمذكر ، والمؤنث.
فلذلك رفع به الظاهر دون شذوذ ؛ فيقال : «مررت برجل عربى أبوه ، عجميّة أمّه».
ومثل ذلك قولى :
... الخارجى رأيه لا ترحما |
|
والهاشمى أصله لا تحرما |
وقد نعتوا النكرات بالجمل ؛ لكن بشرط ألا تكون الجملة طلبية ؛ لأن معنى الطلبية محتمل للثبوت والانتفاء ، فلم يكن فى وقوعها نعتا فائدة.
بخلاف وقوع الجملة الخبرية نعتا ؛ فإنه يفيد كقولك : «رأيت رجلا يرجى خيره» و «عرفت امرأة يبهر حسنها».
وقد شذ النعت بالجملة الطلبية» فى قول الراجز : [من الرجز]
جاءوا بمذق (١) هل رأيت الذّئب قطّ (٢)
__________________
(١) المذق : اللبن الممزوج ينظر : مقاييس اللغة (مذق).
(٢) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ٢ / ٣٠٤ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٠٩ ، والدرر ٦ / ١٠ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٦١ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ١١٥ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣١٠ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٠ ، ٥ / ٢٤ ، ٤٦٨ ، ٦ / ١٣٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٩٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٧٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٤١ ، وشرح المفصل ٣ / ٥٢ ، ٥٣ ، ولسان العرب (خضر) ، (مذق) ، والمحتسب ٢ / ١٦٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٤٦ ، ٢ / ٥٨٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ١١٧ ، وتهذيب اللغة ٧ / ١٠٦ ، وتاج العروس (خضر) ، والمخصص ١٣ / ١٧٧ ، وأساس البلاغة (ضيح) ، وتاج العروس (مذق).