وما يوصف به ولا يوصف «يقق» وشبهه من الإتباعات.
وقد يحذف المنعوت إن عرف ، وصلح موضعه النعت. كقوله ـ تعالى : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) [الصافات : ٤٨].
فإن لم يصلح موضعه النعت امتنع الحذف ـ غالبا ـ إلا فى ضرورة ؛ كقول الشاعر : [من الرجز]
ترمى بكفّى كان من أرمى البشر (١)
وقد يحذف النعت للعلم به كقوله ـ تعالى ـ : (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها) [الأحقاف : ٢٥] ، ومنه قوله ـ تعالى : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ) [الأنعام : ٦٦].
وقول العباس بن مرداس (٢) : [من المتقارب]
وقد كنت فى الحرب ذا تدرأ |
|
فلم أعط شيئا ولم أمنع (٣) |
ثم نبهت على النعت الذى يسميه النحويون نعتا على الجوار ؛ نحو قولهم : «هذا جحر ضبّ خرب» ، فخفض «خرب» لأنه نعت «ضبّ» فى اللفظ لمجاورته له ، وإنما هو فى المعنى للجحر.
ولا يفعل مثل هذا إلا إذا أمن اللبس ومنه قول الراجز : [من الرجز]
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى الإنصاف ١ / ١١٤ ، ١١٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ٦٥ ، والخصائص ٢ / ٣٦٧ ، والدرر ٦ / ٢٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٠١ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٩ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٦١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥٠ ، وشرح المفصل ٣ / ٦٢ ، ولسان العرب (كون) ، (منن) ، ومجالس ثعلب ٢ / ٥١٣ ، والمحتسب ٢ / ٢٢٧ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٦٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٦٦ ، والمقتضب ٢ / ١٣٩ ، والمقرب ١ / ٢٢٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٠ ، وتاج العروس (كون) ، (منن).
(٢) العباس بن مرداس بن أبى عامر السلمى ، أبو الهيثم ، شاعر فارس ، من سادات قومه ، أمه الخنساء الشاعرة ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وأسلم قبيل فتح مكة ، وكان ممن ذم الخمر وحرمها فى الجاهلية. مات فى خلافة عمر سنة ١٨ ه. وله ديوان شعر مجموع من شعره.
ينظر : الأعلام (٥ / ٢٦٧) ، والإصابة ت (٤٥٢٩) ، أسد الغابة ت (٢٨٠١) ، الاستيعاب ت (١٣٨٧).
(٣) البيت فى ديوانه ص ٨٤ ، والدرر ٦ / ٢٥ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٢٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥١ ، والشعر والشعراء ٢ / ٧٥٢ ، ولسان العرب (درأ) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٦٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٢٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ٤٠١ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٢٧ ، وهع الهوامع ٢ / ١٢٠.