وأشرت بقولى :
... |
|
... وقليلا غير ذا تقبّلا |
إلى أن توكيد حرف ليس من حروف الجواب بإعادته دون ما اتصل به لم يستعمل إلا بقلة وشذوذ.
ويسهل وروده كونه أكثر من حرفين مثل «كأن» فى قول الراجز : [من الرجز]
حتّى تراها وكأنّ وكأن (١)
فإن كان على حرف واحد ، كانت إعادته مفردا فى غاية من الشذوذ كقول الشاعر : [من الوافر]
فلا والله لا يلفى لما بى |
|
ولا للما بهم أبدا دواء (٢) |
فلو كان المؤكد مغايرا فى اللفظ للمؤكد ، كان الشذوذ أقل ؛ كقول الشاعر : [من الطويل]
فأصبح لا يسألنه عن بما به |
|
أصعّد فى علو الهوى أم تصوّبا (٣) |
فأكد «عن» بالباء ؛ لأنها ههنا بمعناها ، كما هى فى مواضع كثيرة ؛ منها قوله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان : ٢٥] ، ومنه قول الشاعر : [من الطويل]
__________________
(١) الرجز لخطام المجاشعى أو للأغلب العجلى فى الدرر ٦ / ٥٠ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٠٠ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٧ / ٢٥٣ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٤٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤١٠ ، وشرح التصريح ١ / ٣١٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٥.
(٢) البيت لمسلم بن معبد الوالبى فى خزانة الأدب ٢ / ٣٠٨ ، ٣١٢ ، ٥ / ١٥٧ ، ٩ / ٥٢٨ ، ٥٣٤ ، ١٠ / ١٩١ ، ١١ / ٢٦٧ ، ٢٨٧ ، ٣٣٠ ، والدرر ٥ / ١٤٧ ، ٦ / ٥٣ ، ٢٥٦ ، وشرح شواهد المغنى ص ٧٧٣ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ص ٥٧١ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٤٣ ، والجنى الدانى ص ٨٠ ، ٣٤٥ ، والخصائص ٢ / ٢٨٢ ، ورصف المبانى ص ٢٠٢ ، ٢٤٨ ، ٢٥٥ ، ٢٥٩ ، وسر صناعة الإعراب ص ٢٨٢ ، ٣٣٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤١٠ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٠ ، ٢٣٠ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٥٦ ، والمحتسب ٢ / ٢٥٦ ، ومغنى اللبيب ص ١٨١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٠٢ ، والمقرب ١ / ٣٣٨ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٥ ، ١٥٨.
(٣) البيت للأسود بن يعفر فى ديوانه ص ٢١ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٠٣ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٤٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٢٧ ، ٥٢٩ ، ١١ / ١٤٢ ، والدرر ٤ / ١٠٥ ، ١٤٧ ، وسر صناعة الإعراب ص ١٣٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤١١ ، وشرح شواهد المغنى ص ٧٧٤ ، ولسان العرب (صعد) ، ومغنى اللبيب ص ٣٥٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٢ ، ٣٠ ، ٧٨ ، ١٥٨.