وضوح ، وتكرير اللفظ لا يتوصل به إلى ذلك ، فلا يكون عطفا بل توكيدا ؛ فـ «نصر» المرفوع توكيد على اللفظ ، والمنصوب توكيد على الموضع ، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الدعاء كـ «سقيا له».
وكل ما حكم بأنه عطف بيان ، فجائز جعله بدلا إلا فى موضعين :
أحدهما : أن يكون المعطوف خاليا من لام التعريف ، والمعطوف عليه معرف بها ، مجرور بإضافة صفة مقترنة بها ، كقول الشاعر : [من الوافر]
أنا ابن التّارك البكرى بشر |
|
عليه الطّير ترقبه وقوعا (١) |
فإن «بشرا» عطف على «البكرى» ، ولا يجوز أن يكون بدلا ؛ لأن البدل فى تقدير إعادة العامل ، و «التّارك» لا يصح أن يضاف إليه ؛ إذ لا تضاف الصفة المقترنة بالألف واللام إلى عار منهما.
والثانى : أن يكون التابع مفردا معربا ، والمتبوع منادى ؛ نحو قولك : «يا أبا على زيدا» ؛ فإن «زيدا» عطف بيان. ولا يجوز أن يكون بدلا ؛ لأنه لو كان بدلا ، لكان فى تقدير إعادة حرف النداء ، فكان يلزم أن يكون مبنيا على الضم ؛ كما يلزم فى أمثاله من المناديات.
ومثل «زيدا» فى المثال المذكور «عبد شمس» و «نوفلا» فى قول الشاعر : [من الطويل]
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا |
|
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا (٢) |
__________________
(١) البيت للمرار الأسدى فى ديوانه ص ٤٦٥ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٨٤ ، ٥ / ١٨٣ ، ٢٢٥ ، والدرر ٦ / ٢٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٦ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٣ ، وشرح المفصل ٣ / ٧٢ ، ٧٣ ، والكتاب ١ / ١٨٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٢١ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٤٤١ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٥١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤١٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٢٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٩١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥٤ ، ٥٩٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢٩٩ ، والمقرب ١ / ٢٤٨ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢٢.
(٢) البيت لطالب بن أبى طالب فى الحماسة الشجرية ١ / ٦١ ، والدرر ٦ / ٢٦ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١١٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٥٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤١٤ ، وشرح قطر الندى ص ٣٠٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٢١.