ثم نبهت على أن الفعل قد يعطف على الاسم المشابه للفعل ، وأن الاسم المشابه للفعل قد يعطف على الفعل :
فمثال الأول : قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) [الحديد : ١٨] ، وقوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) [الملك : ١٩] ، وقوله ـ تعالى ـ : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً. فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) [العاديات : ٣ ـ ٤].
ومثال الثانى : قوله ـ تعالى ـ : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ) [الأنعام : ٩٥] ، وقول الراجز : [من الرجز]
يا ربّ بيضاء من العواهج (١) |
|
أمّ صبى قد حبا أو دارج (٢) |
وكذا قول الآخر : [من الرجز]
بات يعشّيها بعضب (٣) باتر |
|
يقصد فى أسوقها وجائر (٤) |
فعطف «دارجا» على «قد حبا». و «جائرا» على «يقصد» ؛ لأن «دارجا» بمعنى : درج و «جائرا» بمعنى : يجور.
__________________
الأصمعيات ص ١٢٦ ، ولعميرة بن جابر الحنفى فى حماسة البحترى ص ١٧١ ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٢٦٣ ، والأشباه والنظائر ٣ / ٩٠ ، والأضداد ص ١٣٢ ، وأمالى ابن الحاجب ص ٦٣١ ، وأوضح المسالك ٣ / ٢٠٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٠٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ٣ / ٢٠١ ، ٤ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، ٥ / ٢٣ ، ٥٠٣ ، ٧ / ١٩٧ ، ٩ / ١١٩ ، ٣٨٣ ، والخصائص ٢ / ٣٣٨ ، ٣ / ٣٣٠ ، والدرر ٦ / ١٥٤ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٢١ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٤١ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٧٥ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢١٩ ، ولسان العرب (ثم) ، (منن) ، ومغنى اللبيب ١ / ١٠٢ ، ٢ / ٤٢٩ ، ٦٤٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٩ ، ٢ / ١٤٠.
(١) العوهج : الطويل العنق من الظلمان والنوق والظباء. ينظر : القاموس (عوهج).
(٢) الرجز لجندب بن عمرو فى خزانة الأدب ٤ / ٢٣٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٩٤ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٦٤١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٣٣ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥٢ ، ولسان العرب (عهج) ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٧٤.
(٣) العضب : السيف. ينظر : مختار الصحاح (عضب).
(٤) الرجز بلا نسبة فى خزانة الأدب ٥ / ١٤٠ ، ١٤٣ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٣٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٠٦ ، ولسان العرب (كهل) ، و (عشا) ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٧٤.