يريد : «ليس من البر الصيام فى السفر». ومنه قول الشاعر : [من البسيط]
ذاك خليلى ، وذو يواصلنى |
|
يرمى ورائى بامسهم وامسلمه (١) |
ومن علامات الاسم المحتاج إليها كثيرا قبوله لأن يجعل سندا.
أى : لأن يسند إليه اسم آخر ، أو فعل.
فبذلك عرفت اسمية «أنا» و «التاء» فى نحو : «أنا فعلت».
فـ «فعل» مسند إلى التاء ؛ لأنها عبارة عن الفاعل.
و «فعل» والتاء جملة مسندة إلى «أنا» ؛ فثبت كونه اسما.
(ص)
للفعل تا الفاعل ، أو ياه علم |
|
و (قد) وتاء التّأنيث ساكنا و (لم) |
__________________
قال سفيان : فذكر لى أن الزهرى كان يقول : ولم أسمع أنا منه (ليس من امبر امصيام فى امسفر).
قال الألبانى فى إرواء الغليل (٤ / ٥٨) : وهذه الزيادة من سفيان شاذة ـ بل منكرة تفرد بها شيخ الطحاوى محمد بن أبى النعمان السقطى وهو شيخ مجهول كما قال أبو حاتم وتبعه الذهبى فى «الميزان» ثم الحافظ فى اللسان.
قلت : وهم الألبانى ـ رحمهالله ـ فى قوله تفرد بها شيخ الطحاوى ، فإن الرواية ثابتة فى مسند الحميدى المطبوع فلا دخل لشيخ الطحاوى فيها ولا تعل به بل هى صحيحة الإسناد رواها الحميدى وهو ثقة حافظ روى له الشيخان وغيرهما.
والحديث رواه الطيالسى فى «مسنده» (٩١١ ـ منحة) وأحمد (٥ / ٤٣٤) ، والنسائى ٤ / ١٧٤ كتاب الصيام ، باب : ما يكره من الصيام فى السفر ، وابن ماجة ١ / ٥٣٢ كتاب الصيام ، باب : ما جاء فى الإفطار فى السفر حديث ١٦٦٤ والدارمى ١٧١٧ ، ١٧١٨ ، وابن خزيمة فى صحيحه ٢٠١٦ والبيهقى فى ٤ / ٢٤٢ والطبرانى فى الكبير (١٩ / ١٧١ ـ ١٧٢) (٣٨٥ ، ٣٨٦ ، ٣٨٨ ، ٣٨٩) من طرق عن الزهرى بإسناده بلفظ «ليس من البر الصيام فى السفر».
(فائدة) قال الحافظ ابن حجر فى تلخيص الحبير (٢ / ٣٩٣) : هذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما ، ويحتمل أن يكون النبى صلىاللهعليهوسلم خاطب بها هذا الأشعرى كذلك لأنها لغته ، ويحتمل أن يكون الأشعرى هذا نطق بها على ما ألف من لغته فحملها عنه الراوى عنه ، وأداها باللفظ الذى سمعها به وهذا الثانى أوجه عندى ـ والله أعلم.
والحديث رواه البخارى وغيره من حديث جابر باللفظ الثانى «ليس من البر الصيام فى السفر».
(١) البيت لبجير بن غنمة فى الدرر ١ / ٤٤٦ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤٥١ ، ٤٥٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٥٩ ، ولسان العرب (خندم) ، (سلم) ، (ذو) ، والمؤتلف والمختلف ص ٥٩ ، والمقاصد النحويّة ١ / ٤٦٤ ، وبلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ١٤٣ ، والجنى الدانى ص ١٤٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ٧٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٢١ ، وشرح قطر الندى ص ١١٤ ، وشرح المفصل ٩ / ١٧ ، ٢٠ ، ولسان العرب (أمم) ، ومغنى اللبيب ١ / ٤٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٧٩.